الشباب المصري الذي أسهم بثورة 25 يناير كان يبحث كغيره من شعوب العالم عن الحرية والمساواة والعدل ..jo1jo.org/
ونحن كشعوب عربية صفقنا لهم وتمنينا لهم النجاح باسقاط الطاغية الأكثر أدبا في العالم العربي وأكثر رجولة من غيره ..jo1jo.org/
ولكن الشباب المصري كان له وجهة نظر أخرى .. هو يبحث عن العدل والحرية والمساواة ..نعم .. ولكن يزعجه أن ينالها في إطار إسلامي ..jo1jo.org/
معظم هؤلاء الشباب لم ينشأوا على تربية إسلامية حقة .. فكان من الطبيعي أن تضيق الأرض عليهم بما رحبت بمجرد أن يحكمهم حزب تنازل عن بعض إسلاميته لعيون الثقافة الشعبية ..
من الصعوبة بمكان أن تغير نمطا اجتماعيا ترسخ على كثير من المجون والإسفاف والعري منذ حملة نابليون وإلى وقوف إلهام شاهين ومن معها من نقابة الفنانين في ميدان التحرير ..jo1jo.org/
أقول من الصعب عليك أن تقنعه أن الطريق الأصلح لقيام حكومة بمقدورها تأمين مطالب الشعب و الوفاء بالتزاماتها وولائها تجاهه كالحزب الإخواني على الأقل في مرحلة التأسيس ..
من الاستحالة أن تقنع جيلا كهذا أن مسح جوخ الفساد ألزم عليه من توفير أطنان البانغو وأن السيادة الوطنية أولى من خيار الرقص على البستات والمسارح ..
وأذناب العلمنة من المحيط إلى الخليج لا يؤمنون أن لا سبيل للديموقراطية التي ينادون عليها من غير تحقيق سيادة أولا .. والفكاك شيئا فشيئا من الإملاءات المفروضة من الخارج ..
المشهد في مصر يمثل نسخة اصل لحال جميع الدول العربية
ففي الاردن منذ نعومة اظفارنا ونحن نسمع الاخوان ينعتون الحكومات بالفساد واحتاج الامر لعمر كامل حتى اقتنع الناس بصدق ما يقولون.
بذات الوقت لم تُقصر اجهزة المخابرات في علمنة الدولة بداعي الحفاظ على هوية الوطن
وفي الاخوان من هم فعلا إخوان وابناء وطن وفيهم من هم عكس ذلك تماماً كما هو حال رجالات الدولة فمنهم من هم رجالات وطن ومنهم من يبنون مصالحهم على استغلال الوطن،.،.
الوطن هو الخاسر الوحيد بين الطرفين والإعلام بوصلة يحاول ان يستغلها كل طرف لصالحه للتأثير في الرأي العام.
المجتمع الاردني مجتمع محافظ لكن ليس بذات الدرجة في جميع المناطق وعليه يمكن القول انه لو ان حال الحكم بوجود حكومة برلمانية يفوز بها الاخوان طغى على المشهد الاردني فان حالات الاصطفاف والتخندق ستكون بصورة مشابهه لما يحدث في مصر.
التركيبة السكانية الاردنية ذات تحد يجبر الجميع على تغليب المصلحة الاردنية بحكم ملكي عبر حكومات منتخبه يكون اساس عملها وحدة الاردن وهويته وهدفه الحفاظ على حق العودة وعدم القبول بحل الوطن البديل.
في الاردن الشعب يحتاج لرموز وطنية مقنعة غير تلك التي توارثت الفساد وفرصة وجودها برأس مالها وبذات الوقت تم تهميش طبقات المجتمع الاردني بأقوال وأفعال استنفرتها فئات تحت مسميات الرجعية والعشائرية فأصبحت الدولة الاردنية امام خيار طمس الهوية الاردنية لصالح دمج المجتمع فكان مطلوبا تضحية كبرى بصنع قانون انتخاب يفرض ديموغرافية محدده تصب في مصلحة تحقيق الوطن البديل رغما عن محاولات التبرير.
ان اكبر نقطة خلاف jo1jo.org/في الساحة الاردنية هي تلك النقطة التي تدور في قانون الانتخابات لما لها من أثر في jo1jo.org/فرض مشهد محدد نذوب معه معالم الهوية الاردنية.
هنا لا اورد هذا الكلام من باب تخوين مواطنين أردنين من اصول فلسطينية ولكن علينا ان نتلمس الجرح وان ننسى عقلية أيلول jo1jo.org/الاسود وان نضع الامور في ميزان معادلة يجب ان يقدم الجميع حلا لها
فهذا البلد اسمه الاردن وفيه مواطنين لهم حقوق وعليهم واجبات فكل اردني يحمل جنسية هذا البلد هو مواطن عليه واجبات وله حقوق بغض النظر عن الاصل والمنبت jo1jo.org/، لذا الخطوة الاولى تكمن في سن قوانين تعظم وطنية البلد ومواطنيها عبر قانون يفرض مكافحة التمييز واغلاق كل ما يكمن من بواطن لدحر هذا الامر .
وهنا من طريف الاستدلال ان مبادرات راستثناءات الاقل حظا هي دليل واضح لما عاناه المواطنين الاردنين من تهميش ولا اعني بذلك من الحكومة فحسب لكنها فريضة دفعها الأردنيين مهما حاول ان ينكرها اي طرف، فتعليم وكالة الغوث كان اقوى من تعليم المدارس الحكومية بكل الظروف التعليمية مما انتج جيلا متفوقا بحكم ملائمة الظروف كونه عاش في اجواء المدن واستغل تطورها بعكس ابناء الريف والبوادي الذين عاشوا أحلك الظروف..
وايا كان الحال فان الجميع يظلهم وطن واحد وآن الأوان لكي يدرك الجميع ان التخندق وحديث الأصول والمنابت ما هو الاجاهلية كبرى بالوطن ينتظر من يعطيه jo1jo.org/ويرقيهjo1jo.org/
هذه الأبجديات تغيب عن كراسة الأجندة السياسية بوضعها كما هي دون تنميق ودون حساسية مفرطة.
والمشهد السياسي برغم احتقانا بكثرة الاتجاهات الا انها تفتقد بوصلتها تجاه الوطن ، ولهذا نرى ان الشعب مشتت امام حالة تفرق وربما توحد هلاميه تنتشر من خلالها اطياف الفرقة نتيجة مباراة كرة قدم او حوار في الشبكة العنكبوتية.
الانجليز لم يتركوا هذا البلد بسلام قبل نصف قرن قبل ان يزرعوا عوامل الانشقاق لحماية اسرائيل وعلينا جميعا ان ندرك هذا جيدا فهم jo1jo.org/علموا ان هذا البلد ليس لديه موارد طبيعية وان اعظم مورد له هو موارده البشرية فنشروا الإقليمية فيه ورحلوا .
نحن بحاجة لجيل يعتز باردنيته ويعظمها ولا يرى ان تعظيمها يكون بنسيان فلسطين كقضية أردنية قبل ان تكون فلسطينية وان طريق الوصول لفلسطين للفلسطينين لاتكون الا عبر جسر اردني ثابت ومتين .
وعليه فالوقت لاينتظرنا عند تلك المهاترات ولا استطراد تاريخ الخيانات مهما كانت وعلينا ان نبدأ بكل ما اؤتينا من قوة بأن نبحث عن ما يجعل هذا الوطن اقوى وأجدر على البقاء
والسؤال الاقوى الذي نواجهه دوما عن سياساتنا على الصعيد الداخلي والخارجي وبذات الوقت عن نمط التفكير في المجتمع وموروثاته ودور المجتمع في صياغة هذه السياسات لندرك اننا لازلنا jo1jo.org/فوق طاولة شطرنج تحركها قوى محدده لمصالحها ونحن لازلنا ندافع عن البقاء خلف رغيف الخبز
لذا فنحن امام أولوية كبرى لازلنا نختلف عليها تكمن في وجود قانون انتخاب يجعل للشعب هوية تمنعه من الانتحار
المفضلات