أنس العمريين -ينهـون فطورهـم، بعد نهـار شاق عليهـم قضوه بالصيام ، يحشدوا العناصر ويعلنوا النفير فقد حان وقت التفجير، يتجهـون نحو أقرب محل بقالة ففيه يجدون عدتهـم وكلّ يجهـز نفسه حسب استطاعته والحارات تكون وجهتم الاولى.
هذا حال أطفال محافظة الطفيلة ، بعد كل افطار رمضاني،تاخذهم ظاهـرة المفرقعات والالعاب النارية ،التي انتشرت وباتت ظاهرة لا تلاقى استحسانا سوى منهـم، فلهـا ما لها من سيئات وتبعات على الأهالي والبيوت وحتى على الأطفال أنفسهم.
اما الاحداث التي نشأت من تبعات «مفرقعة صغيرة» فأحدهم يكون نائما تقلقه مفرقعة وتوقضه من نومه العميق، وآخر يصرخ في وجه الطفل فتتحول الى إشكال بين عائلتين تمتد للإشتباك بالايدي والعصي، وآخرين من قوة الصوت قد يظنون ان اشتباكا قد اندلع فيرتعبون ويخافون وخصوصا النساء .
عدا عن ازدياد عدد الاصابات والحروق الخطرة، فضلاً عن الضوضاء والازعاج الكبير، حيث باتت بعض المحلات تقدم للأطفال نوعيات فريدة من المفرقعات منها ماله صوت دوي شديد يكاد أن يصم الأذان من قوته.
هنالك « غض نظر» على هذه الظاهرة الخطيرة حسب وصف الاهالي فالمحلات لازالت تبيع المفرقعات للأطفال وبأسعار زهيدة يقدر عليها اي طفل منهم من مصروفه اليومي كل هذا يجعل المتابع لهذه الظاهرة حائرا امام تساؤلات عدة: فهل المسؤولية على الاهل الذين يسمحون لأطفالهـم بشراء المفرقعات؟ ام على المحلات التي تبيعهـا ؟ أم على المؤسسات الرسمية والامنية التي تمنع هذه الظاهرة ؟
ويناشد المواطن احمد الحوامدة، الجهات المعنية بايجاد طريقة لايقاف هذه الظاهرة التي تسبب لهم الازعاج حتى ساعات متأخرة من الليل وذكر بأن والدته المريضة لا تستطيع النوم بسبب الازعاج الصادر من صوت المفرقعات والتي يتعمد الاطفال أطلاقها بجانب غرفتها.
وذكر انه ومنذ اليوم الاول من شهر رمضان تشاجر مع الاولاد في الحارة بسبب تعمدهم اطلاق المفرقعات حتى وقت متأخر دون توقف وكادت المشكلة ان تصل للمركز الامني خاصة بعد ان تدخل اهاليهم الذين كانوا يقفون الى صفهم ولم يردعونهم عن هذا السلوك.
ويستغرب الحوامدة من توفر هذه المفرقعات في السوق لدرجة ان هناك تجارا يبيعونها باسعار متفاوتة وزهيدة، حيث ان هناك مفرقعات لا يزيد سعر الواحدة منها عن الخمسة قروش واخرى بخمسة عشر قرشا والبعض الاخر قد يصل الى النصف دينار والدينار.
مدير صحة الطفيلة الدكتور غازي المرايات قال أن تلك المفرقعات لها مخاطر كثيرة، أولها أن الشرارة قد تصيب وجه الشخص، خصوصا عينيه، وبالتالي تسبب احتراقا في قرنية العين، عدا عن خطر الحروق في جلده ووجهه، إضافة إلى أنها إذا أحدثت صوتا عاليا جدا فإن ذلك يتسبب بحدوث خلل في طبلة الأذن، وهو الأمر الذي سيؤثر على سمعه، كما أنه إذا اشتم الدخان الذي يخرج من «الفتيش»، فإن ذلك قد يسبب لديه ربوا كيماويا وتحسسا في القصبات.
من جهته أكد مساعد مدير الصناعة والتجارة في الطفيلة حسن الربابعة ،أن المديرية تقوم ضمن لجنة الصحة والسلامة العامة المشكلة من وزارة الداخلية في المحافظة بجولات مستمرة على الأسواق والمحلات بحثاً عن أي بضاعة مخالفة بما فيها الألعاب النارية، ومخالفة المتجاوزين من التجار الذين يبيعون تلك الالعاب التي تدخل المحافظة بطريقة غير شرعية.
وعلاوة على ما تسببه هذه الألعاب من إزعاج للناس فإن لها سجلاً حافلاً في مستشفى الامير زيد بن الحسين في المحافظة، وهذا ما يؤكده أطباء الإسعاف والذين يتحدثون عن ورود العديد من الحالات الإسعافية الناتجة عن إصابات الألعاب النارية، والإصابات كما يوضحها أحد أطباء المستشفى -فضل عدم ذكر اسمه- عادة ما تكون جروحاً منتشرة في راحة اليد أو في الأصابع وذلك نتيجة إمساك الألعاب النارية، أو بسبب اصطدامها بالجسم أثناء الانفجار محدثة جروحاً وحروقاً سطحية.
المفضلات