*** فـي دمشق .........!!! ***
لا يصح ان تبقى السياسة الفرنسية ازاء سوريا حبيسة قضية اغتيال الحريري - على فظاعتها - وقد يكون من حسن اداء البيت الابيض ان يترك لفرنسا دوراً لا تستطيع هي تأديته، فتوزعه بين باريس والدوحة، لكن المؤكد ان طريق السلام في المنطقة لا يمر بدمشق وباريس فقط، فالفرنسيون وخاصة الرئيس ساركوزي يحبون تبهير الكلام وتعطيره!.
اليوم الاول لزيارة الرئيس الفرنسي لعاصمة الامويين، سيكون مكرساً لثنائية العمل: لبنان - ايران - (حزب الله وحماس). وقد تسرّب ان خالد مشعل سينقل ''قيادته'' من دمشق الى الخرطوم. فحماس اسهل من حزب الله، وقد تم في المساق ذاته نقل قيادة اوجلان وحزب العمال الكردي من العاصمة السورية وسهل البقاع الى حيث وقع في يد الحكومة التركية!!.
اليوم الثاني للزيارة، سيكون مهرجانا دولياً يلتقي فيه رئيس القمة العربية، ورئيس الاتحاد الاوروبي ورئيس مجلس التعاون الخليجي ورئيس الوزراء التركي. فتركيا في الحسابات الاستراتيجية هي القوة الثالثة في المنطقة: ايران - تركيا - اسرائيل. وهي الان الى جانب انفتاحها على سوريا، تحمل راية الاسلام السني وتنشره على الخليج العربي، في مواجهة الاسلام الشيعي على شاطئ الخليج الاخر. ومهما حاول وزير خارجية قطر ان يبحث عن تفاسير اخرى، فإن اليوميات السياسية لا تحتمل التفاسير المجاملة!!.
يستطيع الاعلام السوري ان يجعل من الاجتماع الرباعي مهرجاناً احتفالياً. فغير العادي ان تجتمع قيادة الوحدة الاوروبية، وقيادة الوحدة العربية، وقيادة الوحدة الخليجية، وقيادة تركيا في العاصمة السورية. فقد تعذبت دمشق طويلاً بحالة العزلة، وصار الوقت ملائماً لكي تزغرد الحزينة. وهذا جميل ويخفف على اللبنانيين وغير اللبنانيين.
المهم النتائج، فحماس باريس ما يزال غير نهائي وهو مشروط بتفعيل اجتماعات ومقررات الدوحة. وهو ايضا بانتظار نتائج الكلام السوري في طهران، فمن الصعب ان يؤثر الرئيس الاسد على سياسات ايران النووية وغير النووية، لكن ليس من الصعب تقليل الروابط السورية مع طهران!!.
.. المهم النتائج. فالرياض والقاهرة بانتظار عودة شيخ قطر، ورصد الكلام الاخير في شأن لبنان وغزة. فقطر لا تغرد الان وحدها في السرب الخليجي، ولا تلعب الان خارج مداها الذي حددته واشنطن!!.
جريدة الراي
طارق مصاروة
المفضلات