في أحدث تطورات المشهد الفلسطيني، "إسرائيل" تنهي العام 2012 بإخطار نحو ألف فلسطيني بإخلاء بيوتهم في الأغوار الشمالية بذريعة إجراء تدريبات عسكرية، وت في أحدث تطورات المشهد الفلسطيني، "إسرائيل" تنهي العام 2012 بإخطار نحو ألف فلسطيني بإخلاء بيوتهم في الأغوار الشمالية بذريعة إجراء تدريبات عسكرية، وتدشن العام الجديد 2013 بالإعلان عن بؤرة استيطانية جديدة في راس العامود بالقدس، وتصادر أراضي قرية بيت إكسا الفلسطينية بالكامل، بينما تكشف صحيفة هآرتس النقاب عن أن المستعربين يعيشون في قرى وهمية ليكتسبوا الملامح الفلسطينية، وذلك في إطار حروبهم التي لا تتوقف في القدس والضفة، يضاف إلى ذلك الغارات اليومية التي يشنها غلاة المستوطنين المتدينين على القدس والأقصى، وموجات الاعتداءات التي يواصلونها في أنحاء الضفة الغربية وفي مقدمتها المجزرة المفتوحة ضد شجرة الزيتون الفلسطينية، وهناك المزيد من التفاصيل اليومية، ما يرسم أمامنا لوحة سوداوية للأوضاع الفلسطينية المتوقعة خلال العام الجديد/2013، الذي سيكون وفق المؤشرات أخطر الأعوام على أرض الضفة والقدس والأقصى، والمعركة هناك ستبلور خريطة القدس والأقصى بصورة حاسمة.
فهذا العنوان ليس إعلامياً أو استهلاكياً أو إنشائياً، بل هو بمنتهى الجدية الموثقة، فالمعطيات التي سادت في العام المنصرم، ستستمر على نحو أشد وأخطر في العام الجديد، ومعطيات المشهد المقدسي على نحو خاص تنذر بأن العام الجديد/2013 قد يكون عام الانفجارات الدراماتيكية في مدينة القدس، بل إن أهالي القدس والأوقاف والعلماء وفعاليات المدينة يتحسبون من أن هذا العام الجديد فعلا سيكون عاما صعبا، لاسيما على المسجد الأقصى والقدس عموما، حيث إن الجماعات الإرهابية الدينية المدعومة من حكومة نتنياهو، تعد لانتقال نوعي للاعتداء على المسجد الأقصى وقبة الصخرة وساحات وعمائر ومرافق الحرم القدسي الشريف"، وليس ذلك بمبالغة، فالحملات التهويدية للقدس جارية على قدم وساق، وعلى مختلف الجبهات، إن على الأرض أو في الإعلام أو في المشروعات والمخططات، أو على المستوى الدولي..!.
فخلاصة القصة بالنسبة للاحتلال – كما كنا كتبنا وأشرنا على مدى العام المنصرم-هي "السيادة..على القدس" وتطويبها يهودية إلى الأبد"، فجلعاد شارون نجل ملك إسرائيل المجلوط ارئيل شارون يكتب في يديعوت أحرونوت قائلاً: "البلدة القديمة كلها، ومساحتها أقل من كيلومتر واحد مربع واحد، وجبل البيت ومساحته أقل من 150 دونما، هذا هو قلب الموضوع، وخلاصة القصة، اليهود ما كانوا ليأتوا إلى البلاد، والصهيونية ما كانت لتقوم من دون صهيون، وكل ما حصل هنا ما كان ليحصل.. "، وها هو نتنياهو يعتبر القدس تجسيداً للأبدية اليهودية فيقول:"الأبدية تتجسد في القدس والآنية الحيوية تتجسد في تل أبيب...".
والكاتب المتشدد إسرائيل هرئيل- يكشف في هآرتس: "في آخر لحظة رجعت الحكومة عن نيتها هدم المساجد في جبل الهيكل، ولم تستغل الحج في عيد العرش لإقامة مراسم إرساء حجر الأساس للهيكل الثالث، وكذلك أجل إلى موعد أكثر مناسبة خوف انتفاضة ثالثة ترحيل عرب القدس وأم الفحم"، ولجنة حاخامات المستعمرات في الضفة الغربية تدعو لإغلاق المسجد الأقصى بوجه العرب نهائيا قائلة: "إن العرب يدنسون المكان الأكثر قداسة عند اليهود ويحولونه إلى مركز للإرهاب وأعمال العنف ما يستوجب إغلاقه أمامهم ومنعهم من الوصول إليه نهائياً"، و"يهودا عتصيون" الذي تآمر لتفجير قبة الصخرة سابقاً يؤكد: "أن تفجير قبة الصخرة لا بد سيأتي، إذا لم تتمكن الدولة من تفكيك المبنى ونقله إلى مكة كبادرة طيبة تجاه محمد".
ويديعوت احرونوت تكشف النقاب عن: "أن عشرات الجمعيات – بينها "محبو الهيكل" برئاسة البروفيسور هيلل فايس، و"حي قيوم" ليهودا عصيون، و"جبل همور" برئاسة الحاخامين من يتسهار اسحق شبيرا ودودي دافيدكوفتش و"معهد الهيكل" برئاسة الحاخام يسرائيل هرئيل – تعمل حاليا لإعادة بناء أدوات الهيكل، وتحاول تنمية بقرة حمراء رمادها يطهر الكهنة من دنسهم، ويحيكون ملابس الكهنة، ويعقدون اجتماعات لدراسة فقه الهيكل، ويدربون خدمة الهيكل ويهيئون القلوب نحو اليوم الذي سيأتي في زمن قريب، إضافة إلى مدارس دينية في القدس يثير حاخاموها مزاجا مسيحانيا، وجمعيات تشتري منازل وأراضي كي تدس مستوطنين يهودا في حلق العرب، إحداها أيضاً تمول حفريات أثرية في مدينة سلوان "داود" والانفجار على الطريق".
لكل ذلك وغيره الكثير مما لا تسمح المساحة بعرضه، فإنه من المتوقع أن يكون عام/2013 الأصعب والأخطر على القدس والأقصى..!، وتترجم دولة الاحتلال بوزاراتها وبجيشها ومستعمريها ومنظماتها السرية والعلنية وإداراتها المختلفة هذه النوايا والخطط الجهنمية على أرض القدس، بسلسلة لا حصر لها من الحملات والهجمات التي تستهدف تهويد المدينة بالكامل وتطويبها تحت السيادة الإسرائيلية إلى الأبد...!.
ليتبين لنا أن المدينة المقدسة تتعرض إلى أوسع وأخطر حملات المصادرات والتفريغ والتهويد، كما يتعرض الحرم القدسي الشريف بأقصاه وقبته، إلى أشد التهديدات الحقيقية التي تنذر بمحوه عن وجه الأرض، إذا لم يتحرك العرب والمسلمون والمجتمع الدولي لإحباط مخططات وحملات الاحتلال.
العرب اليوم ــ اسلام ويب ـــ
المفضلات