قول الحكومة البريطانية إنه سيتم اختبار سيارات بدون سائق في الطرق العامة بالمملكة المتحدة بنهاية عام 2013.
وحتى الآن، يتم اختبار هذا النوع من السيارات في أراض خاصة، ويتم توجيه هذه السيارات من خلال نظام يضم أجهزة استشعار وكاميرات، كما يعتقد أنها أكثر أمنا وأكثر كفاءة من السيارات العادية.
وفي إجراء يتعلق بالسلامة، سيكون هناك سائق للسيارة في أول الأمر خلال فترة الاختبارات، وهو من سيقوم بالقيادة فقط في حالة حدوث طوارئ.
وقد تم الكشف عن هذه الخطط في تقرير أولي قدمته وزارة النقل في إطار خطة للاستثمار في الطرق في بريطانيا تتضمن 28 مليار جنيه استرليني للحد من الزحام المروري.
ويقول التقرير إن السيارة بدون سائق لديها القدرة على السير بمفردها "باستخدام المعرفة الخاصة بالمحيط البيئي الذي تسير فيه".
ويضيف التقرير: "إنها تحافظ على مسافة آمنة بينها وبين السيارات التي أمامها، وذلك وفقا لسرعة محددة، وبدون انحراف عن المسارات الخاصة بها، وهذا كله بدون تدخل من السائق".
"إنه مجال عظيم للعمل، لأنه يضم تكنولوجيا المعلومات وأجهزة الكمبيوتر، وهذا ما يغير من الواقع. "
وسيتم في الوقت الراهن استخدام هذه السيارات في بعض الطرق الريفية والحضرية التي تشهد حركة قليلة، وسيكون ذلك بطريقة "شبه ذاتية" مما يعطي الفرصة للتدخل البشري وقت الحاجة.
وسيتم اختبار هذه السيارات من قبل نفس فريق البحث بجامعة أكسفورد والذي قام بتطوير تكنولوجيا السيارات ذاتية التحكم على سيارة معدلة من طراز نيسان في محيط حديقة أكسفورد للعلوم.
وتستخدم هذه التكنولوجيا آشعة الليزر وكاميرات صغيرة لتسجيل الرحلات المعتادة مثل طرق التنقلات اليومية أو الطريق إلى المدرسة.
وقال بول نيومان، الأستاذ بجامعة أكسفورد الذي يقود فريق البحث لبي بي سي إنه متحمس لهذه الاختبارات العلنية في المملكة المتحدة.
وأضاف: "إنه مجال عظيم للعمل، لأنه يضم تكنولوجيا المعلومات وأجهزة الكمبيوتر، وهذا ما يغير من الواقع، كما ترى الحكومة البريطانية أن الهندسة مجالا مهما".
ويأتي إعلان الحكومة البريطانية عن هذه السيارات في أعقاب اختبارات علنية في أجزاء أخرى من العالم، حيث تقود الولايات المتحدة المسار في هذا السياق، وتسعى ولايات مثل نيفادا وفلوريدا وكاليفورنيا إلى تمرير تشريعات جديدة تتعلق بالسيارات ذاتية الحركة.
وتصدرت شركة غوغل جهود القطاع الخاص في هذا المجال، وذلك من خلال أسطولها من النماذج الأولية من سيارات تويوتا بريوس المعدلة التي تغطي أكثر من 300 ألف ميل على الطرق العامة.
وقال المؤسس المشارك في شركة غوغل سيرجي برين إنه يعتقد أن السيارات ذاتية الحركة سوف "تساهم بشكل كبير في تحسين نوعية الحياة لكل الناس،" وأنها سوف تتوفر من الناحية التجارية خلال العقد الحالي.
وأقر نيومان أن غوغل كانت "رائدة" في هذا الشأن، وأضاف "أنها ليست اللاعب الوحيد في هذا المجال".
وعلى الرغم من أن المبادرات حتى الآن تركز على تعديل السيارات الموجودة بالفعل، أعرب العديد من الشركات الرائدة في صناعة السيارات مثل فورد وأودي وفولفو عن اهتمامها بتطوير هذا النوع من التكنولوجيا في الوقت الذي تنخفض فيه تكاليف التصنيع، مما يمهد الطريق لاستخدام هذه السيارات على نطاق واسع.
وتربط هذه الشركات بين مجموعة من التقنيات داخل السيارة مثل مساعد الحفاظ على المسار، والمؤشر المتقدم للتحكم في المعلومات، والكوابح الخاصة بحالات الطوارئ.
وقال باول واترز، أحد مسؤولي سياسات الطرق في بريطانيا لبي بي سي، إنه يجب أيضا توخي الحذر مع هذا النوع من السيارات.
وأضاف: "عبرنا في الماضي عن قلقنا بشأن السيارات ذاتية الحركة التي تعمل بشكل مستقل بالكامل، وعن تفضيلنا للتدخل البشري".
وأضاف: "إن فكرة قراءة الصحف وتناول فنجان القهوة (في هذه السيارات) أمر بعيد المنال بعض الشيء، فلا تزال هذه هي الأيام الأولى ولن تنتشر السيارات بدون سائق لفترة طويلة."
وتابع واترز: "نحن لدينا بالفعل مجموعة متنوعة من التقنيات الداخلية في السيارات، بما في ذلك أنظمة التحكم في حركة توقيف السيارة، وتثبيت سرعتها، وبالتالي فإن السيارات بدون سائق ستصبح تراكما للتطور التدريجي، وليس ثورة مفاجئة".
المفضلات