كتب - حاتم العبادي - تعيش جماعة الاخوان المسلمين في الفترة الحالية حالة من «عدم الاستقرار»، إنعكست بشكل جلي على مواقف «الجماعة» وممارساتها السياسية.، إذ سادت هذه الحالة وزادت حدتها في ظل تداعيات قرار عزل الرئيس محمد مرسي من رئاسة الجمهورية العربية المصرية.
وأخذت حالة «عدم الاستقرار» التي تعاني منها جماعة الاخوان المسلمين خلال الفترة الحالية ، اكثر من شكل للتعبير عنها، إذ أن ارتدادات قرار «العزل» لم تبق مصرية، بل وجدت انعكاسات لدى «اخوان الاردن».
والمتتبع لواقع «اخوان الاردن» يلمس أن قيادات الجماعة مستفزة، سواء أكان في التصريح او الرد، فأي موقف يخالف ما تريده الجماعة، وان اي راي يخالف الجماعة وأفكارها، فإنه يشّخص في إطار الاتهام.
ولعل حالة الاتهامية، موجودة في الأوقات السابقة، إلا أنها في الفترة الحالية ونظرا لحالة عدم الاستقرار والاستفزاز التي تعاني منها الجماعة، بات «الشتم والسب» وسيلة دفاعية لجماعة الاخوان.
وتجاوز واقع «التناقض» الذي يعد احد عوارض «حالة عدم الاستقرار» للجماعة، من التناقض بين الفكرة التي تنادي بها والسلوك المتبع الى تناقض في التصريحات المتعلقة بموضوعات تخص الجماعة، ما يشير الى حالة عدم انسجام داخل بيت الجماعة.
تعمق حالة عدم الانسجام، تنبىء به انها بين قيادات في الجماعة، وليس اعضاء او افراد وقيادات، لا بين قيادات.
وهنا نتساءل، ماذا كان يعمل المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين همام سعيد في تركيا؟
فمن وجهة نظر نائب المراقب العام للحركة، زكي بني إرشيد، الذي صرح لوكالة «يونايتد برس إنترناشونال»، الأحد «إن همام سعيد غادر إلى اسطنبول أمس السبت للمشاركة في الإجتماع الطارئ لمكتب الإرشاد العالمي للجماعة لبحث الملف المصري.
إلا ان هذا نفاه سعيد في تصريحات نقلتها صحيفة يومية عنه بعد عودته صراحة وضمنا، فنفى حديث بني ارشيد صراحة عندما قال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور همام سعيد «أن الاجتماع لم يتعلق بالتنظيم العالمي للإخوان».
وضمنا عندما قال الدكتور سعيد، عقب عودته من اسطنبول ومشاركته في مؤتمر نظمه حزب السعادة التركي لدعم مرسي، أن اجتماعا موسعا لقيادات إسلامية إخوانية وغيرها من العالم العربي والإسلامي التقت على هامش المؤتمر، وبحثت جملة من التوصيات والأفكار والفعاليات الرامية إلى دعم حكم مرسي في مصر.
هذه الواقعة، تؤكد حالة عدم الانسجام والتناقض، رغم اهمية المعلوماتية للتناقض بين هاتين الشخصيتين القيادتين في الجماعة، واللتين تنطويان تحت مظلة تيار «الصقور»، في الجماعة وليس منهم تيار «الحمائم» والاخر من «الصقور»، ما يؤشر الى عمق الفجوة والتناقض.
حالة الاستفزاز، باتت واضحة في التصريحات المتسرعة، التي تطلقها قيادات في الجماعة على ما يجري في مصر، سرعان ما يتم التراجع عنها، لما تحمل من اندفاعية وردة فعل غير مدروسة، ومن أمثلة ذلك دعوة بني ارشيد الى تشكيل جيش مصري حر على غرار الموجود في سوريا، إلا أنه وبعد ان نشرت مواقع اخبارية التصريح، عاد عنه ونفاه بتوضيح المقصود.
ما يجري في الشارع المصري، يبقى شأن مصري، إلا انه كشف «عورات» جماعة الاخوان المسلمين، وعدم قدرتها على إدارة السلطة والحكم، بداية، والذي على اثره جاء قرار العزل، وكشف «عورات» الاخوان كتنظيم سياسي، في التعاطي في المواقف السياسية والامنية، لجهة نقص الخبرة والدراية بأدوات الحاكمية، لا الاخذ بسياسة التفرد.
المفضلات