غذاء شخص,سم لآخر
بعض الأغذية الأساسية في حياتنا والتي تعتبر مصدرا غنيا للفيتامينات والعناصر الغذائية قد تكون هي نفسها مصدرا للحساسية الغذائية لشخص آخر واحيانا قد تؤدي هذه الحساسية الى مضاعفات خطيرة تقود الى الوفاة المفاجئة .
لكل شخص صفات وراثية معينة تتفاعل مع عوامل بيئية محيطة ،تجعل كل منا يختلف عن الآخر تماما كإختلاف اصابع اليد. فتفاعل الجسم مع الغذاء الذي يدخل الى اجسامنا يختلف من شخص لآخر وليس هناك غذاء عام لكل البشر .
هناك عدة انواع من الاطعمة المسببة للحساسية خاصة عند الاطفال مثل اللّبن والبيض والقمح وكذلك السمك والشوكولاته والمكسرات وبعض انواع الخضراوات والفواكه كالفراولة والموز والطماطم.
ان المواد المحدثة للحساسية الغذائية تصل الى الجسم عن طريق الفم مما يؤدي الى تولد اجسام مضادة (الجلوبيولن المناعي) والتي هي عبارة عن بروتينات تعمل على محاربة بعض الاغذية داخل الخلايا من خلال تحفيز الجسم على إفراز مادة الهيستامين ومواد كيميائية اخرى والتي بدورها تسبب اعراض الحساسية مثل دغدغة الفم و الطفح الجلدي والأكزيما والانتفاخ والتورم في الوجة والشفتين والحلق وكذلك اعراضا كالقيء والاسهال والآم البطن والازمات الربوية والمشاكل التنفسية خاصة لدى الاطفال ، و بعض الاشخاص قد يعانون من اعراض اكثر خطورة كإنخفاض حاد في ضغط الدم وتسارع في نبضات القلب بالإضافة الى فقدان الوعي والوفاة.
عدا عن الاختلافات الوراثية من شخص لآخر فإن التفاوت في وزن الجسم وعمر الشخص له علاقة بحصول الحساسية الغذائية حيث ان الاطفال والمراهقين هم اكثر عرضة للاصابة بالحساسية الغذائية بسبب عدم اكتمال نمو الجهاز الهضمي وعدم قدرته على امتصاص العناصر الغذائية بطريقة متكاملة وكذلك فقد كشفت دراسات علمية ان الاطفال والمراهقين الذين يعانون من السمنة هم اكثر عرضة للاصابة بالحساسية مقارنة مع غيرهم من الاطفال الذين لا يعانون من السمنة و هم بالتالي اكثر عرضة للمعاناة من اعراض الحساسية مما يعتبر دافعا آخر لتشجيع الاهل على تخفيض مستوى السمنة لدى الاطفال والمراهقين في مجتمعاتنا.
ولتفادي احتمالية حصول الحساسية الغذائية يجب تجنب تناول الاطعمة المسببة للحساسية الغذائية بعد التأكد من أنواع الاطعمة المسببة لها وكذلك يمكن علاج الحساسية الغذائية من خلال استخدام الادوية المضادة للحساسية.
تفادي حصول الحساسية الغذائية لدى الاطفال تحت عمر السنة فيتم من خلال تشجيع الأمهات على ممارسة الرضاعة الطبيعية التي تدعم جهاز المناعة لدى الطفل وتقيه من الحساسية تجاه الأغذية.
المفضلات