هذه الأيام تعج القنوات الفضائية المصرية والعربية بعرض عشرات المسلسلات المصرية التي تتزعم بطولتها ليلى علوي والهام شاهين وغادة عبدالرزاق، ومحمود عبدالغني ومصطفى شعبان، وعادل امام وصلاح السعدني، و هاني سلامة وغيرهم الكثير من ممثلي الصف الاول عربياً ومصرياً.
لكن ثمة ملاحظة كانت صادمة بالنسبة لي في رمضان الحالي وهو ارتفاع نسبة الدعارة والمشاهد الجنسية في هذه المسلسلات التي يفترض أن تحترم مشاعر هذه الايام الفضيلة من شهر رمضان المبارك.
اعتقد جازماً أن هذا لم يأتي صدفة، وإنما تم تجهيزه مسبقاً وبمخطط واضح لإحراج حكم الإخوان المسلمين في مصر، إذ أن تصوير هذه المسلسلات الرمضانية تم إبان حكم محمد مرسي لمصر، والقائمون على هذه المسلسلات لم يكونوا يعلمون أن حكم الإخوان سينتهي قبل شهر رمضان بأيام، واعتقد أن من أعطى الضوء الأخضر للموافقة على إنتاج هذه المسلسلات وإجازة بثها بهذا الكم من الدعارة والإباحية كان يجهز لانفجار هذة القنبلة في حضن حكم الإخوان المسلمين، إذ لم يشهد عصر حسني مبارك على مدى الثلاثون عامأ التي حكم فيها مصر بث مسلسلات رمضانية بكل هذة الوقاحة التي تظهر فيها هذه الأيام .
فالمتتبع لمسلسل القاصرات، أو نيران صديقة، أو الركين أو حكاية حياة أو الشك، أو موجة حارة، او الداعية وهي جميعاً مسلسلات مصرية تبث على القنوات المصرية الخاصة مثل تلفزيون النهار وال سي بي سي ودريم وام بي سي مصر يلحظ حجم المؤامرة التي كانت تجهز لحكم الإخوان .
بالمناسبة، أنا لست إخوانياً، ولا أحمل لهم في المقابل مشاعر الحب أو الضغينة، إنما أتحدث من منطلق مهني وديني.
أما المهني، فاعتقد أن كل من كتب سيناريو هذه المسلسلات ومن اختار الممثلين لأداء مشاهده الاباحية ... كان داخلياً يوجه النقد للإسلاميين ويصفهم بالإرهابيين الذين يحرمون كل شيء، وبالتالي اجزم ان من قام بهذه المؤامرة هو متورط في اقناعنا بمبدأ الاسلام 'فوبيا' الذي تحاول امريكا والدول الغربية إقناعنا به من أجل أن نتخوف من كل ملتحي أو اخونجي، مصر هذه الايام منشغلة بانقساماتها بين ميدان التحرير وميدان مسجد رابعة العدوية، ومنشغلة بالحكومة الجديدة، لذلك لم نسمع لإخوان مصر صرختهم ضد هذه المسلسلات التي تعمدت في كل مشاهدها وضع صورة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك على جدران اقسامها الأمنية وكأنها تريد أن توصل رسالة للإسلاميين بأن حكم مبارك ما زال قائماً.
في النهاية أجزم بأن هذه المسلسلات المصرية جميعاً تؤدي دوراً سياسياً لا دوراً مهنياً، لكن المتضرر الأول والأخير هو المشاهد العربي الصائم الذي صدمته مثل هذه المشاهد فأصبح يخجل على نفسه وعلى عائلته من متابعتها ...
هذه دعوة كي نصرخ جميعاً بوجه منتجي وممثلي هذه المسلسلات الإباحية بأن حرمة رمضان أهم بكثير من خلافاتكم السياسية، متمنياً أن أجد محامياً يقاضي منتجي هذه المسلسلات التي عكرت علينا صفو الشهر الفضيل.
المفضلات