[img]تظل الأطعمة عالية السعرات والدهون مثل الحلويات والفطائر بكل أنواعها من أبرز ما يميز مائدة الإفطار المغربية، وتقبل النساء على شرائها جاهزة أو يعملن على صناعتها داخل المنزل، وهي غالباً ما تكون مشبعة بالدهون والسكريات.
وفي هذا السياق، وصفت دراسة حديثة المغاربة بأنهم أشد أكلاً ونهماً لهذه المواد خلال هذا الشهر الفضيل، ما يكون له أثر سيئ على الصحة بشكل عام.
واستندت هذه الدراسة التي أنجزتها الجمعية المغربية لعلم الحمية والتغذية، إلى طبيعة المأكولات التي تشكّل المائدة المغربية في مثل هذه المناسبة الدينية خاصة عند ساعة الإفطار، من قبيل "الحلوى المعروفة لدى المغاربة بـ"الشباكية"، إضافة إلى فطائر غالباً ما تكون مرفقة بما يكفي من السمن والعسل فضلاً عن الحريرة الغنية بالنشويات، وأنواع أخرى مما لذّ وطاب.
وقال المهدي غيور، الخبير في علم التغذية والحمية، وعضو الجمعية المذكورة سالفاً، في تصريح لـ"العربية نت"، إنه وبمقابل هذه المأكولات، فإن أغلب الأسر المغربية تقلل من استهلاك الفواكه الطازجة والخضر الطرية، والتي تحتوي على الألياف الغذائية، مبرزاً أن نسبة استهلاكها في شهر رمضان لا تتجاوز لدى المغاربة 10 غرامات إلى 15 في اليوم.
ويبلغ احتياج الإنسان البالغ من الألياف الغذائية يومياً، حسب المنظمة العالمية للصحة، 30 غراماً في اليوم، يضيف غيور، الذي أشار إلى أن هذه الألياف لها تأثير كبير على حركية الأمعاء، وتساهم في تخفيف اضطراباتها كانتفاخ البطن.
وأشار غيور إلى أن تغيّر أنماط التغذية وعادات الأكل بالنسبة للمغاربة خلال شهر رمضان تؤثر بشكل سلبي على الصحة العامة، سواء بالنسبة للأشخاص الأصحاء من كثرة استهلاكهم للزيوت والسكريات، أو المصابين بأمراض مزمنة كأمراض القلب وداء السكري أو القصور الكلوي، ويريدون الصوم في تحدي لأطبائهم.
وأكد أن اختلال التغذية وعدم توازنها ليست العامل الوحيد الذي يؤثر سلباً على الصحة العامة، فهناك عادات سيئة في نظره تضاعف من ذلك، كالأكل بشكل شره طوال مدة الليل وعدم أخذ الوقت الكافي في تقسيم وتنويع الوجبات، وهو ما ينعكس تبعاً له بشكل غير إيجابي على الهرمونات، ويقوّي الإحساس بالجوع خلال فترة الصوم، على عكس الإنسان الذي يستهلك تبعاً له، كميات غذائية قليلة لكنها نوعية.
كما أشار غيور إلى أن الأكل حتى التخمة واستهلاك النشويات الغنية بالسكريات والمتوافرة بكثرة في وجبة الحريرة، إضافة إلى الدهنيات، ينتج عنها انتفاخ البطن ومشاكل في القولون، إلى جانب ارتفاع نسبة الكولستيرول في الدم، وارتفاع ثلاثي "الكليسيريد"، وارتفاع الحموضة في البلعوم وأمراض المعدة.
وأضاف أن العادات السيئة المصاحبة لشهر رمضان، كالسهر وعدم ممارسة الرياضة أو أي مجهود عضلي، يكون له تأثير على الجهاز العصبي، ويتسبب في الضغط الدموي، مما يولد لدى الشخص حالة من الخمول.
كما أوضح أن من أسباب الخمول وضغط الدم أيضاً، هو استهلاك نسبة كبيرة من الصوديوم المتوافر بنسبة مهمة في صفار البيض واللحوم الحمراء.
واعتبر الأخصائي في التغذية أن شهر رمضان يشكل مناسبة لإعطاء ديناميكية للعمليات الفيزيولوجية داخل الجسم، بحيث يتم تجديد الخزائن من السكريات والفيتامينات والذهنيات، لكن شريطة التخلي عن العادات السيئة المشار إليها، وأن يتهيأ الناس بشكل تدريجي للشهر الكريم من خلال الصوم في شعبان يوماً أو يومين، بما يضمن تحولاً تدريجياً ومنتظماً لعمليات الغدد والأمعاء، مع اعتماد كلفة غذائية متوازنة دون إغفال استهلاك الماء ضمن معدل لتر ونصف يومياً.
المفضلات