الحقيقة الدولية - عمان
أكد ملحق الدفاع المصري بالأردن العقيد حسام عبد الفتاح أن القوات المسلحة المصرية لم تقم بانقلاب عسكري كما يدعى البعض وإنما انصاعت لإرادة الشعب المصري العظيم الذي عبرت عنه جموعه التي زادت عن 30 مليون مواطن بكافة أنحاء مصر .
وقال العقيد عبد الفتاح في تصريح صحفي اليوم "الاثنين" تلقت "الحقيقة الدولية" نسخة عنه إن القوات المسلحة المصرية انتصرت لإرادة الشعب مصدر السلطات وصاحب القرار والسيد على قواته المسلحة" ، مشيرا إلى أن المادة 194 من الدستور المصري الذي تم تعطيله مؤقتا تنص على أن القوات المسلحة ملك للشعب مهمتها حماية البلاد والحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها.
وأضاف إن القوات المسلحة لبت نداء الشعب المصري العظيم لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة ورعاية جهود صياغة خريطة لمستقبل البلاد على أساس التوافق الوطني وسيادة الشعب مصدر السلطات والشرعية الوحيد ، منوها بالمسئولية الوطنية والتاريخية والأخلاقية للقوات المسلحة المصرية لتأمين المواطنين والحفاظ على كيان الدولة ومقدراتها وهويتها المدنية ومنع أي جهة من ترويع المواطنين.
وأكد التفاهم والتنسيق الكامل بين القوات المسلحة وكافة القوى والتيارات السياسية والشبابية والدينية لتجنيب البلاد مخاطر الفوضى والإنزلاق نحو الصدام الأهلي.كما أكد إصرار القوات المسلحة المصرية على عدم الإنخراط في العمل السياسي أو الحكم والالتزام بالدور المحدد لها في إطار النظام الديمقراطي النابع من الإرادة الشعبية وعدم وضع الجيش ذاته بديلا عن الشرعية التي ارتضاها الشعب المصري العظيم.وأكد العقيد حسام عبد الفتاح عزوف القوات المسلحة المصرية الكامل عن التدخل في الشئون السياسية أو تولي السلطة وهو ما عبرت عنه بتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا مسئولية إدارة شئون البلاد خلال المرحلة الانتقالية لحين انتخاب رئيسا جديدا لمصر.
وأشار إلى أن "خريطة الطريق" التي تم التوافق عليها صيغت بتفاهم وطني كامل ودون إستثناء لأي حزب أو تيار سياسي ، لافتا إلى أن هناك حرصا وطنيا كاملا على مشاركة كافة الأحزاب والتيارات السياسية والشبابية في الانتخابات القادمة دون استثناء أو إقصاء لأي طرف .وقال إن القوات المسلحة المصرية لم تلجأ لإتخاذ أي إجراءات استثنائية وليس لديها أي نوايا لإتخاذ إجراءات استثنائية مستقبلا حيث أن العمل يجري طبقا للقانون .
وأشار إلى أن القوات المسلحة تؤكد على احترام مصر الكامل للمسئوليات والاستحقاقات المترتبة عليها بموجب المعاهدات والمواثيق الدولية والإصرار على تطوير التعاون العسكري والانفتاح على كافة الدول الشقيقة والصديقة وتعزيز المصالح المشتركة في هذه الفترة الدقيقة من تاريخ العمل الوطني المصري انطلاقا من القناعة بأن الشدائد تكشف المعدن الحقيقي للأصدقاء.
وقال إن القوات المسلحة على ثقة تامة من قدرة الشعب المصري العظيم على تجاوز المرحلة الراهنة في أسرع وقت ممكن والإنطلاق نحو آفاق الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة استكمالا لحضارة امتدت لسبعة آلاف عام في عمق التاريخ.
وأشار إلى أن مصر شهدت منذ 29 يونيو الماضي مظاهرات شعبية واسعة على امتداد المحافظات في مصر للتعبير عن رأيها بشكل سلمي وحضاري إلا أن جموع الشعب المصري العظيم لم تجد صدى لنداءها مما دفعها للثبات بمواقعها في الميادين وأدى بالعديد من كبار المسئولين بالدولة من الوزراء والمحافظين لتقديم استقالاتهم مما أصاب الجهاز التنفيذي بحالة من الشلل التام وعرض كيان الدولة للخطر.
وقال العقيد حسام عبد الفتاح "إنه انطلاقا من المسئولية الوطنية تقدمت القوات المسلحة بالعديد من المبادرات للحوار الوطني إلا أن جهة محددة وقفت عائقا أمام ذلك إلى أن جاء خطاب الرئاسة في 2 تموز الجاري بما لايلبي ولايتوافق مع مطالب الشعب المصري المرابض بكافة الميادين على امتداد مصر .. ومن ثم وجدت القوات المسلحة نفسها مضطرة للتشاور مع رموز القوى السياسية والشبابية والدينية لصياغة خريطة طريق لمستقبل مصر حفاظا على كيان الدولة ومستقبلها وانصياعها لإرادة الشعب المصري العظيم".
وكانت القوات المسلحة المصرية قد وضعت "خريطة طريق"اشتملت على تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت ، وأن يؤدي رئيس المحكمة الدستورية العليا اليمين أمام الجمعية العامة للمحكمة ، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد خلال المرحلة الانتقالية لحين انتخاب رئيسا جديدا لمصر.
كما اشتملت على " أنه لرئيس المحكمة الدستورية العليا سلطة إصدار إعلانات دستورية خلال المرحلة الانتقالية ، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الانتقالية ، وتشكيل لجنة تضم كافة الأطياف والخبرات لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة على الدستور الذي تم تعطيله مؤقتا ، ومناشدة المحكمة الدستورية العليا لسرعة إقرار مشروع قانون انتخاب مجلس النواب والبدء في إجراءات الإعداد للانتخابات البرلمانية ، ووضع ميثاق شرف إعلامي يكفل حرية الإعلام وتحقيق القواعد المهنية والمصداقية والحيدة وإعلاء المصلحة العليا للوطن ، واتخاذ الإجراءات التنفيذية لتمكين ودمج الشباب في مؤسسات الدولة ليكون شريكا في القرار كمساعدين للوزراء والمحافظين ومواقع السلطة التنفيذية المختلفة ، وتشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدى جميع النخب الوطنية وتمثل مختلف التوجهات.
المفضلات