لَحَمَلْتُكُمْ في مُقلتي
وضَمَمْتُكُم
وحضنتكم بين الجفون
ومنعتُ كلَّ مكيدةٍ لو تبتغي
درباً لكم
لَفَرَدتُ أشْرِعَتي التي ما شُرِّعت
إلا لرحلاتِ الإيابِ لِرَكْبِكُم
لو كان لي
لحَفِظتُكُم
خلفَ الجدارِ كلوحةٍ
كرهينةٍ
وَلَفَفْتكُمْ في سُنْدسٍ
ورفعتكم
فوق الأرائكِ تجلسون وترقبون
لو كان لي
لبنيتُ أعشاشَ النَّوارِسِ مِنْ عقيقٍ
في قلاعٍ شاهقاتٍ
لامَسَتْ طَرَفَ النجوم
لَصَدَدّتُ كُلَّ غُزاتِها ورُماتِها
لو حاوَلَتْ
مَسَّ الهواءِ بدارِكُم
أو قارَبَتْ منها تَحوم
لو كان لي
لَقَبَضّتُ في كلتا يدَيَ نسورَها
وصقورَها ونمورَها
لقبضتُ كلَّ وحوشِها
وأمرتها لتكونَ طَوْعَ بَنانِكُم
لو تطلبون
لو كان لي
لفعلتُ كلَّ المعجزاتِ لأجلِكم
لوقفتُ في وجهِ الرياحِ أَصُدُّها
وأُحيلُها نسماتِ خيرٍ نحوكم
لجمعتُ أنهارَ العطاء لِصَوْبِكم
حتى تفيضَ بخيرها
أو تكتفون
لو كان لي
لَحَمَلْتُكُم
فوق الأكُفِّ لِرحلةٍ
فلربما
ما لمْ أُحَقِّقُ في الحياة لِحُلْمِكُم
في رحلتي سَتُحَقِّقون
لو كان لي
لحملتُ كلَّ هُمومِكم
وسألتكم
هل مِنْ مزيدٍ تطلبون
لو كان لي
لفعلتُ ما نصحَ الطبيبُ لعاشقٍ
دعْ عنك عِشقَكَ إنْ أردتَ نصيحتي
لتعود في عيشٍ هنيءٍ تستكين
فأجَبتهُ والروحُ مع جسمي النحيلِ تَوَحَّدَتْ
أو كيفَ يتركُ عاشِقٌ عِشْقَ البنين
لكنني
وأنا الذي جابَهْتُ كلَّ صِعابِها
ما خِلتُ يوما أنني قدْ أنثني
لكنهُ مُرُّ المشيبِ سُقيتهُ فَأَهَدّني
والشيبُ في حُكْمِ الزمانِ له فنون
لو كان لي لو كان لي
لرجعتُ خلفِيَ للوراءِ لفترةٍ
لأُحِبَّكُمْ بعضَ السنينِ زيادةً
لو كان لي سأحِبُكُم
بعضَ السنينِ زيادةً
لو كان لي بعضُ السنين .
المفضلات