الطلاق … وأسبابه … وعلاجه ¤ “ في حلقات متتابعة “
:إن الطلاق مشكلة اجتماعية وأصبحت اليوم في بعض البلدان ظاهرة اجتماعية، اقلقت الأُسر،
فما هو الطلاق، وما اسبابه، وهل الطلاق شرٌ محض على الإطلاق، وما علاج الطلاق ؟
تساؤلات عدة، كتبت فيها ما فتح الله علينا، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
وسأجعلها في حلقات كي لا يمل القارىء ــ من الذكور والإناث ــ .
الحلقة الأولى:أسباب الطلاق وعلاجه تعريف الطلاق:
معنى الطلاق في اللغة: رفع القيد مطلقا، مأخوذ من إطلاق البعير وهو إرساله من عقاله.
وفي الشرع أو الاصطلاح: هو؛ رفع قيد النكاح وإنهاء العلاقة الزوجية حَالًا [أي: البائن] أو مَآلًا [أي: الرجعي]
بغير عوض، بلفظ مخصوص صريح؛ كأنت طالق، أو كناية؛
كقوله: أنتِ مطْلقة بالسكون كناية، او إلحقي بأهلك أو اذهبي إليهم، أو إشارة.
قال الشافعي: الطلاق في كتاب الله تعالى بثلاثة أسماء:
الطلاق، والفراق، والسراح، فقال جل ثناؤه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ }الطلاق:1.
وقال عز وجل :{فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} الطلاق:2.
وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم في أزواجه: (إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً).
الأحزاب:28 .
هل الطلاق مشروع؟
الطلاق لا شك أنه مشروع بالقرآن والسنة والإجماع.
وقال تعالى: {وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلاَقَ فَإِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة:227
وقال تعالى: {الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}البقرة:229.
قال تعالى: {وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللّهُ وَاسِعاً حَكِيماً }النساء:130.
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ}الأحزاب:49.
والنبي صلى الله عليه وسلم طلق بعض زوجاته من غير رجعة وبعضهن أرجعها.
لمن يكون حق الطلاق؟
الطلاق في الأصل حق للزوج للأدلة من القرآن والسنة،
قال تعالى: {لا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً} [البقرة: 236].
وقال تعالى: {وَإِنْ أَرَدْتُمْ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا} [النساء: 20].
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمْ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ} [الأحزاب: 49].
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} [الطلاق: 1.
وفي الحديث عن بن عُمَرَ قال كانت تَحْتِي امْرَأَةٌ أُحِبُّهَا وكان أبي يَكْرَهُهَا فَأَمَرَنِي أبي أَنْ أُطَلِّقَهَا
فَأَبَيْتُ فَذَكَرْتُ ذلك لِلنَّبِيِّ فقال يا عَبْدَ اللَّهِ بن عُمَرَ طَلِّقْ امْرَأَتَكَ).
الترمذي (1189) قال أبو عِيسَى هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وأخرجه الحاكم وصححه.
وعن بن عُمَرَ رضي الله عنه أيضاً، أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ
فذكر ذلك عُمَرُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقال مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا ثُمَّ يُطَلِّقْهَا وَهِيَ طَاهِرٌ أو حَامِلٌ).
ابن ماجه (2023). وفي حديث امرأة قيس ابن شماس قال النبي صلى الله عليه وسلم له اقْبَلِ الْحَدِيقَةَ وَطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً).
فهذه النصوص صريحة بأن الطلاق بيد الزوج، ومن حكم وأسباب جعل الطلاق بيد الرجل أمور،
منها:أن الشارع أوجب على الزوج المهر، وجعله مسؤولاً عن أهل بيته يسعى من أجلهم ويقوم بواجباتهم.
أن الرجل أضبط لمشاعره وأقوى تحملا وأكثر صبرا من المرأة فيكون أحرص على بقاء رابط العلاقة الزوجية.
أن الرجل سيتحمل نفقات مالية ستلحقه إذا طلق سواء من مؤخر صداق أو نفقة عدة،
أو مهر جديد، أو نفقات زواج جديد مرة أخرى، ولهذا جعل الله القوامة بيد الرجل،
قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ}النساء:34.
ولو جُعل الطلاق بيد المرأة لاختلت الموازين، ولما استقرت الحياة الزوجية؛ لسرعة تأثر المرأة واندفاعها وراء العاطفة،
إذ ليس هناك ما يحملها على الأناة والتروي؛ حيث أنها لا تغرم شيئاً.
وربما يعجبها رجل آخر فترمي بالطلاق وتذهب وتتزوج بمن رغبته وهوته، وهكذا.
يتابع في الحلقة التالية .....
المفضلات