كتبت – سهير بشناق - تستقبل عدد من المدارس الخاصة طلاب وطالبات يعانون من مرض التوحد بحيث يتم الحاقهم بالمدارس اسوة بالطلاب الاخرين دون ان يتم اعلام ادارة المدارس بمرضهم والتي ان اكتشفت هذا الامر هي بدورها فانها في اغلب الاحيان لا تحرك ساكنا وتتعامل مع الطفل المصاب بالتوحد كاي طالب اخر الذي يشارك الطلاب الاخرين ايامهم المدرسية مما يؤثر على سلوك الطلاب الاخرين خاصة اذا كان طفل التوحد يعاني من مشاكل سلوكية تجعله مختلفا عنهم.
هذه القضية تشكل قلقا حقيقيا لدى الكثير من اسر الطلاب بالمدارس الخاصة الذين يكتشفون ان هناك طلابا مصابين بالتوحد بصفوف ابنائهم من شكوى ابنائهم المستمرة وتقليدهم لسلوكيات يقومون بها او لشعورهم ان زملائهم مختلفين عنهم بما يقومون به.
قيس طالب بالصف الاول الاساسي يبدوعليه انه لا يعاني من مرض التوحد لانه لم يترافق مع اعاقة لكن بعض سلوكياتها كانت مثار استغراب زملائها ومعلمتها.
فكان يرفض الجلوس في مقعده وهو دائم الحركة لكن معلمته اعتقدت ان سلوكه هذا ناتج عن عدم تقبله المدرسة ورغبته بالبقاء برفقة والدته خاصة لدى طلاب الصف الاول الذين يبداون مرحلة جديدة في حياتهم.
الا ان استمرار سلوكه استوقف المعلمة التي قامت بمراجعة اسرته التي لم تعترف بوجود مشكلة مع ابنهم.
المعلمة بدورها حاولت التعامل بشكل مختلف مع الطفل وبذلت مجهودا لمحاولة دمجه مع باقي زملائه فتجاوب الطفل الى حد ما واصبح قادرا على الالتزام بمقعده بالصف مع وجود صعوبة في تفهم المعلومات الواردة من المعلمة.
اضافة الى قيامه بسلوكيات تسبب ازعاجا لدى باقي الطلاب كالعدوانية غير المبررة ورفضه مشاركة الطلاب بالعابهم فيبدو وكانه غريب عنهم .
في مرحلة الروضة عانت معلماته من نفس المشكلة وتم تقيمه كطفل يعاني من التوحد الا ان اسرته رفضت هذا التقييم واعتبرت ان طفلها لا يعاني من التوحد ولم تخبر ادارة المدرسة عند التحاقه بالصف الاول ابتدائي بانه يعاني من هذه المشكلة.
طفلة اخرى في رياض الاطفال تعاني من التوحد ولا تشارك الاطفال الاخرين العابهم وترفض الجلوس معهم عند الحلقة الدراسية تبقى تتحرك وتدور في الغرفة الصفية وهي تغني
وما يثيرها فقط اقلام الطلاب فتبقى تجمع بهم ليشكلوا لها لعبة وتبدا بالصراخ ان حاول احد الاطفال الاقتراب منها او استرجاع قلمه.
وتبعا لمصادر طبية مختصة فان التوحد عند الاطفال هو حالة من الانطواء على الذات ويؤدي الى اضطرابات كبيرة في حياة الطفل الاجتماعية والدراسية والعائلية.
ويبلغ معدل حدوث التوحد نحو طفل واحد في كل ألف. وهذا المعدل بارتفاع مطرد حسب احدث الدراسات، وفي جميع الاجناس والاعراق، وليس له علاقة بالحالة المعيشية أو الاقتصادية للبلد أو الاسرة.
كما ان معدل حدوثه في الذكور اكثر بنحو ثلاث الى أربع مرات منه في الاناث.
ويعاني المصابون بالتوحد من انعدام القدرة على التأقلم مع الآخرين أو المحيط والظروف، وعدم القابلية على التواصل الاجتماعي بالكلام أو غيره، أو تكوين صداقات مع الآخرين.
والتوحد عبارة عن اضطراب معقد في وظائف الدماغ المسؤولة عن التعامل والتواصل الاجتماعي، وهذا الاضطراب ينتج عن اختلال العلاقة بين مراكز الدماغ المختلفة المسؤولة عن هذه الوظائف.
ولا يعرف السبب بالتحديد، لكن هناك نظريات تقول بوجود اسباب عضوية لها علاقة بالنواقل العصبية التي تنقل التعليمات الدماغية داخل مراكز الدماغ المختلفة. وهناك نظريات اخرى تفترض وجود سبب نفسي. وعليه فإن الطب لا يزال بحاجة الى تعلم الكثير عن هذا المرض.
وبينوا ان اعراض التوحد تبدا عادة في عمر 18 شهرا. وفي جميع الاحوال لا تتعدى عمر الثلاث سنوات.
والطفل المتوحد يميل الى اللعب بمفرده بشيء ما وبشكل متكرر ومن دون ملل وبصورة غير عادية لا تتلاءم مع عمره. كما انه يعيد الاسئلة الموجهة اليه اضافة الى مشاكل اخرى قد يعاني منها الطفل المصاب بالتوحد مثل السلوك العدواني تجاه الآخرين أو حتى تجاه الذات بالقيام بتصرفات قد تؤذي جسمه. أو يصاب بنشاط مفرط أو بالعكس يكون خامل. كما ان الفعاليات الحركية للجسم قد تكون غير منسقة بسبب تطور قسم منها وتأخر القسم الآخر مما ينتج عنه حركات غير منسجمة أو غير متقنة .
المفضلات