*** علاقة حميمة بين القائد وجنده ............ !!! ***
كانت مأدبة الافطار التي اقامها الجيش العربي في الكلية العسكرية الملكية يوم امس على شرف جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني تجسيدا عفويا لطبيعة العلاقة التي تربط القائد بجنده وما قامت عليه اسس علاقة الوفاء والولاء بين الهاشميين والاردنيين والتي شكلت نموذجا حقيقيا في المنطقة العربية بأسرها ولم تكن ذات يوم الا تكريسا للمفهوم الهاشمي في القيادة المكرسة لخدمة اهداف الامة وفي سبيل عزها وتقدمها وهو الذي كرسه جلالة الملك عبدالله الثاني في قيادته المظفرة لهذا الحمى العربي الذي يفتديه جنده بالمهج والارواح والتي دأب جلالته على الاشارة اليها والتنويه بها ''الجيش العربي له مكانة خاصة في قلبي وفي وجداني وهذه المكانة ايضا موجودة عند كل الاردنيين'' .. قال الملك.
هذه القاعدة التي حكمت سيرة بلدنا ومسيرته قيادة وجيشا وشعبا هي التي اسست لحالة الاستقرار والأمن التي ننعم بها حيث كان الأمن والأمان من اهم العناصر التي مكنتنا من تحقيق تقدم اقتصادي ايجابي.
من هنا جاء الأمر الملكي بتخصيص مبلغ مائتي دينار لكل فرد وضابط من منتسبي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والمتقاعدين العسكريين بمناسبة شهر رمضان تأكيدا ملكيا واشارة ذات معنى ودلالة عميقين حرص القائد الاعلى على التذكير بها في كل مناسبة ما بالك وجلالته بين اخوته ورفاقه وابنائه في السلاح عندما قال : ''منذ بداية تحملي المسؤولية الاولى كنت وما زلت على قناعة تامة بأنه من حق قواتنا المسلحة والاجهزة الامنية علينا ان يكون لها نصيب عادل من تحقيق تقدم اقتصادي ايجابي الامر الذي يستدعي التوقف عند التوجيه الذي كان اصدره جلالته قبل ثلاث سنوات للحكومة لتخصيص 3 بالمائة من اسهم الشركات والمؤسسات التي يتم خصخصتها لمنتسبي القوات المسلحة والاجهزة الامنية والمتقاعدين عن طريق بيعها لهم باسعار تشجيعية وتسديد اثمانها بطريقة ميسرة.
هنا تكمن الاهمية والمعنى الذي انطوى عليه التوجيه الملكي في حزيران عام 2005 للحكومة، حيث ان المكرمة الملكية بصرف مائتي دينار فورا انما ستأتي من عوائد بيع جزء من اسهم الشركات التي تم تخصيصها من قبل الحكومة لصالح صندوق المشاريع التنموية والاستثمارية التابع للقوات المسلحة.
ولعل الامر الذي يجب التوقف عنده مليا هو ان قيمة المكرمة الملكية التي تصل الى 75 مليون دينار تشكل عن حق ما كان جلالته دعا اليه طويلا ودائما وهو ان تنعكس الاثار الايجابية لعملية التنمية والتطوير والاصلاح الاقتصادي وثمارها على مستوى معيشة المواطنين وتحقيق العيش الكريم لهم في اطار منظومة الامان الاجتماعي.
اللقاء الرمضاني المبارك الذي جمع القائد الاعلى بجنده كان مناسبة لاعادة التأكيد على عمق العلاقة الحميمة والخاصة التي تجمع بين جلالته ونشامى الجيش العربي وفرصة متجددة للفت نظر الاردنيين اننا نسير في الاتجاه الصحيح وان همومهم هي التي تحتل الاولوية على جدول اعمال الملك التي لخصها جلالته على النحو التالي: ''انا اعرف التحديات الكبيرة التي تحيط بهذا البلد وتؤثر على مستوى حياة اهلنا وشعبنا وان هذه التحديات سواء الداخلية او الخارجية يجب ان تكون دافعا لنا للمزيد من العمل وحشد الطاقات وتسخيرها كلها لمواجهة التطورات الاقتصادية العالمية بالارادة والحكمة والثقة والثبات''..
قصارى القول ان جلالة الملك الذي شمل كل موظفي الحكومة قبل ايام بمكرمة ملكية تصل في مجموعها الى 77 مليون دينار يؤكد عن حق وبتفاؤل ان المستقبل سيكون واعدا واننا نملك القدرة والامكانات على مواجهة التحديات وفي وضع اقتصادي افضل وان هذا ما سيلمسه الاردنيون على ارض الواقع.
المصدر
جريدة الراي
المفضلات