السلام عليكم ورحمه الله
في خلجات القلوب
لِكُلِ شَخصٍ
مِنا قَلبُ يَعيشُ مع الحَاضِر ويَشتَاقُ للمَاضيِ
ويَتَمَنَى أنْ يَكُونَ المُستَقبلُ أجمَل
فما أجمَلَنَا حين يَكُونْ
القَلبُ أخضَراً يَانِعاً حَامِداً شَاكراً
أحيَاناً
يَكُونُ مَنْ كَسَرْ شَوكَتَكْ وأهَانْ كَرَامَتك وقَطّعَ أوصَالك
هو أقرَبْ النَاسِ لقَلِبِكْ ،
فلا تَجزَعْ : فَرُبَمَا تَكُونُ أقوى مع الأيام حِينَ يوُرِقْ غُصنِكْ
وتَبدَأ مِنْ جَديد مع حَياةٍ أفضَل تَكُونُ المُعَامَلة فِيها واضِحَة ،
وتُضِيءُ لكَ تَجَارُبُ الحَياةُ طَرِيقَ مُستَقَبلكْ .
كَثيرَاً
مَا نَبْكِيِ عَلًى إفلَاسِ بَعضْ الناسِ وَسُوءَها
ونَشْعُرُ بالحَسْرَةِ
عَلَى فَقْرِ مُعَامَلَتِهِمْ مِنَ الأدَبِ والأخْلَاق ...
ونَتَمَنى لو كَانُوا مِثلَ ذَوِيهِم
يَصْنَعُونَ الكَرَمْ صِنَاعَةٍ ويَربُطُونَ قُلوبَنَا بِقُلُوبِهِم
تَحْتِ وازِعْ المَحَبَة والوِئَامْ ...
لكِنْ لا بُدَ أنْ يَخْرُج مِن الشَجَرةٍ المُسْتَقيمَة
غُصنٌ مَائِل يُغَيِرْ مَسَارَ الثِمَارْ
لا تَحْزَنْ
إذَا وَجَدتَ نَفْسَكَ وحيداً بين كومات الرفث ،
ولا تُفَكِر كَثِيراً بالوَحدَة
فَقَدَرُ الإنسَانِ يَكْمُنُ في نَوعِ الشَخْصِ
لا في عَدَد الأشْخَاصْ
ولا تَلُمْ نَفْسَكَ بالوَحدَة ،
فَكَثِيراً مَا يَكُونُ الشَخصُ مُحِقَاً
مِنْ بَينِ ألاف المُخطأين المُسَافِرِين ..
لا تَغضَبْ
إذا حَاولَ الكَثيرُ مِرَارَاً رَجْمَكَ مِنْ أعَلى لِيُغَيَرَ طَابِعَكْ
ومَنْظَرِكَ الجَمِيلْ ، فَقَدْ يَكُونُ هَذا الرَجْمِ سَنَدَاً لكَ
ومُعِينْ عَلَىَ اِستِمدَادِ القُوَةِ والصَلَابَة وال مُؤنُهْ ...
فالوَرَقُ رَغمً سٌقوطِهْ المُتَكَرر
يَكُونُ جُزءاً أسَاسِياً لسَمَادِ الشَجَر ..
لا تَفْرَح كَثِيراً
فلا تَفرح كَثِيراً لِكُثرِة المُنَاصِرِينْ
فكَثيراً مَا تَكُون الكَثْرةِ غُثَاءٌ كَغُثَاءُ السَيلِ
وتَذَكَر دَائِمَاً ، أنَ العِبرَة بِصْدقِ الصَديقِ
لا بكَثرَةِ العَدَد التي لا تَعرِفَكِ بِوَقتِ الضيق ..
ما أجمَلْ
أنْ نَكُونَ أصْحَابُ هِمَهٍ دائِمَاً
لا نَعْرِفُ طَعمَ الهَزيمَة أو المَلل
ولا نَعْرِفْ اليَأسْ أو الجَلل ...
كالعَصفُور يُعاود بِنَاءَ عُشهِ في كُلِ مُرةَ
يَسقُطُ فيهَا العُشْ خَاوِيَاً عَلى عَرشِه ...
فيَبدأ مِنْ جَديد فِي بِنَاءْ البَيَت
دُونَ كَللٍ أو مَلَلْ ..
حَاوِلْ ألا تَستَهِينَ بالأمور
وأعَطي الأمُورَ قَدَرِهَا فَلِكُلِ مَقَامٍ مَقَال
وأحذَر أن تَكُونَ سَبَبَاً في ضِيقِ صَديقْ
وفَكِر في الكَلِمَة قَبلَ نُطقِها ، فَبَعضُ الكَلَامِ رَغمَ ضَعفه
وقِلَتِهِ يَكُونُ حِملَاً ثَقِيلاً عَلى غُصنِ القَلبْ ...
كوَرَقَةٍ صَغيرَة مِنْ الشَجَرْ تَرَبَعَتْ عًلى غُصُنٍ
لا يَقوَى عَلى حَملَهَا .. فأردَتهٌ كَسِيرَاً ...
تَذَكَر دَائِمَاً
بِأنَ مَنْ أرَادَ بِلُوغَ الهَدَفْ لا يَضٌره وحَشةٌ السَيرِ في الظُلَمِ
ولا تُثنِيهِ قِلَةٌ السَائِرِينَ في الطَرِيقْ
فأن بِلوغَ الهَدف صَعب ،والوصُولَ إليهِ لذِيذُ المَذَاقْ ....
وكُنْ كَالنَملِ يَسيرُ وحَيِدَاً فِي ظُلَمِ الليلِ
فِي سَبيلِ تَحْقِيقِ هَدَفَه دونَ أي مُنازِعْ ..
مَا أَجمَلَ
لو حَاوَلنَا كَثِيراً أنْ نَصْنَعَ مِنْ المَوتِ الحَياة
ونَكْسرُ اليَأسَ عَلى جِسورِ الأمَل ...
وان نُحَاوِل مِراراً أن نَخْرُجَ رَغمَاً عَنا مِنْ بَينِ عَثَرَات السِنِينْ
مُحَاوِلِينَ الحَياة بِشَكلٍ جًمِيلْ
فًالدُنْيَا جَمِيلَة وبِأفعَالَنَا نُكسِبَها طَعمَهَا ولًونِهَا ...
فكُن جَمِيلاً تَرَى الوجودَ جَميلا ..
كَثِيرَاً
مَا نَصنَعْ الخَير في يَد الجَمِيعْ ونُشَارِكَهُمْ فَرَحِهِم
ونَكُونَ بِقربِهم ، يُنَادُونَ بِاسْمِنَا كَثيِرَاً
ونُعطِيهم مِنْ مَعينِ عَطَائِنَا القَلِيلُ والكَثير ...
وفَجأةٍ تَنقَلِبُ البُوصَلة بِمُجَرَدْ مَصلَحِةٍ انتَهت قد وَصَل إليها ...
وبَعدَها يَنظرُ لنَا عَلى أننا جَمِيعَاً سَواسِية
كوَرَقْ الشَجَرْ حِينَ يَسقُطُ خَرِيفَاً
تَحتَ شَجَرة العِز التي ترَبى عَلى نَعِيمَها ..
ما أروع
أن نكون بشراً أبرياءٍ في نظراتنا
بِغَيرِ حِقدٍ دَفينْ ولا كُرهٍ رَهين ..
وأنْ نَعِيشَ الحَياةَ بِجَمَالهَا
عَلى الحُبِ والوَفَاءْ ، عَلى الأخُوةِ والنقاء
مما راق لــي
المفضلات