داخل كل إنسان طفل ...
عصبي، بعيون زايغة، أو حتى بخيل ، كلها صفات تجعل الحياة مع من يتمتع بها من الرجال غير محتملة إطلاقاً
لا تقوى على التأقلم معها إلا المرأة الذكية
خبراء علم النفس يؤكدون أن بداخل كل رجل طفلاً ... إذن أيقظوا الأطفال النائمين في أرواحكم و تصرفوا بصفاتهم الحسنة وفق عقولكم و تفكيركم الناضج عندها ستكون الحياة حلـــــوة وسعيده ومرحه .
كنا جميعاً صغاراً ذكوراً وأناثاً .. نلغب ونتحرك ونتشاجر ونسامح ونصالح .. ثم نعود لنلعب .. ويتم ذلك بكل براءة وصدق ومحبة ووضوح .. جلسنا امام شاشات التلفزة .. تابعنا ما كان يعرض عليها من افلام مخصصة للاطفال يُقال
عنها في حينها .. أفلام كرتون .. كبرنا .. جاء أولادنا .. وساروا على نفس النهج .. ألا ان أفلام الكرتون أصبحت
مسلسلات أطفال .. هادفة وغير هادفه .. الكل يعرفها لانه وبكل تأكيد تابعها وهو صغير ... جلس اطغالنا لمتابعتها والتحدث مع اقرانه حول حلقاتها .. تابعناها نحن الأباء معهم ولم نجروء على التحدث معهم بشأنها ... وسرنا وساروا
واصبح لهم أولاد .. وأصبح لنا احفاد .. جلسوا امام شاشات التلفاز والكمبيوتر مع والديهم ليشاهدوا افلاماً طويلة مخصصة للاطفال لها اهدافها وغاياتها الحسنة والغير حسنه ... جلسنا ايضاً معهم وتابعنا احداثها .. ناقشها الاحفاد مع
بعضهم البعض .. تجرأنا نحن الكبار .. الاباه والاجداد على تذكر الماضي وتلك الايام حين شاهدنا افلام الكرتون ومسلسلات الاطفال .. وحين لم نكن نتجرأ حينها على الكلام .
أذاً يقودنا هذا الى ان بداخل كل فردٍ منا طفل .. لما لا نوقظه وندعه يتحرك ويلعب بلعب سني الماضي وبطفولته وبفكر
الحاضر وحذره .
يكاد يكون هناك إجماع بين كل الناس على أن طفولتهم كانت أحلى سني عمرهم ولعل هذا يرجع إلى أحد أهم صفات الطفولة كمرحلة من مراحل العمر ألا وهي صفة البساطة .
فالطفل بسيط في تفكيره لا يحمل هماً لموضوع يجب أن يتم أو إنسان يجب أن يلقاه أو مصلحة يتوقع أن يحصل عليها . قد تعده بهدية ثمينة فيفرح بهذا الوعد أيما فرح ولكن ينام قرير العين لا بأرق انتظاراً لهذا الوعد.
وهناك صفات أخرى للأطفال تجعلهم أجمل مخلوقات الأرض ولكن وجود هذه الصفات بنفس الدرجة في الكبار تجعلهم يبدون غير أسوياء.
لنأخذ معاً صفة البراءة فالطفل برئ جداً لا يفسر ما يراه أو يسمعه إلا بالظاهر فهو مستريح البال وهو كذلك عندما يقول شيئاً فهو يعنيه كما هو .
ولكن عندما يكبر وينمو تفكيره ويصبح لديه القدرة على رؤية ما ليس موجوداً تقلّ نسبة البراءة لديه فيعرف التلميح دون التصريح ويدب إلى تفكيره الشك في نوايا الآخرين..الخ .
لو أن إنسان بالغاً استمر في نفس الدرجة من البراءة لسميناه ساذجاً أو غبياً يلوغ من حيث لا يدري مراراً، يخطئ ويكرر الخطأ، أنه يصبح أضحوكة.
صفة أخرى هي الصراحة فالأطفال صرحاء، كما نقول " ما على قلبه على لسانه" يقولون ما يخطر على بالهم دون مراعاة للمكان ولا للزمان – لا يعرفون مجاملة ولا نفاقاً وهذا وإن كان أحياناً مشكلة إلا أنه جميل في الأطفال قبيح في الكبار عندما لا يراعون مقاماً لأحد ويرمون الكلام جزافاً.
كذلك فإن الأطفال يتميزون عن الكبار بحب الذات فهم يحبون أنفسهم بشكل كبير – يحبون التملك- يحبون المتعة بكل أنواعها ونتيجة لتفكيرهم القصير النظر المتمركز حول الظاهر فهم يفضلون لذة عاجلة ولو قليلة على حساب لذة آجله قد تكون أكبر وتدوم اكثر . هذه الصفة في الكبار تجعلهم يظهرون بالأنانية والتهور والاستعجال وقصر النظر في الأمور.
لماذا نحب الأطفال ؟
إننا نحبهم لبراءتهم، لصراحتهم وولعهم بالحرية والمتعة والمراح- إننا نغبطهم على هذه الصفات ولكننا على الأغلب
نحرم أنفسنا من الاستمتاع بهذه المزايا الطفولية .
وإنه إن جاز التعبير يوجد في داخل كل منا طفل فيه البراءة والصراحة والإنطلاق وحب الذات البسيطة ولكننا نرمي
بهذا الطفل في داخلنا في غياهب السجون . نحيطه بقيود هي من تسج أيدينا فهذا عيب وهذا حرام (وإن لم يكن حراماً أحياناً) وهذا لا يجوز ؟ وهذا كذا وماذا يقول عني فلان وماذا لو رآني فلان .
يذهب أحدنا في نزهة مع أبنائه فيتركهم يمرحون ويلعبون ولكن يزجر الطفل في داخله عن مشاركتهم فيستمر ينظر إليهم تارة وإلى ساعته تارة أخرى . يتأفف من طول الوقت ويستعجل العودة .
لو أنه شاركهم اللعب لسعدوا به أيما سعادة ولعاد هو إلى سنين مضت من عمره ليسعد بها معهم .
إننا دائماً نرتاح إلى أناس دون أناس فما هو السبب يا ترى ؟
أعتقد أننا نميل إلى من فيهم قدراً من الطفولة من سمحوا للطفل في داخلهم أن يطل على الحياة بشيء من البراءة في ملامحهم وتصرفاتهم وبعضاً من الصراحة الموزونة في أقوالهم وأفعالهم وقدراً من الحرية والانطلاق في الحياة لتمتعوا
بما أحل الله دون ما حرّم – ليعملوا لدنياهم كأنهم يعيشون أبداً ويعملون لآخرتهم كأنهم يموتون غداً.
نحب هؤلاء لبساطتهم ولأننا نحب الراحة في التعامل معهم . نكره الشخص الخبيث والمنافق والمتسلط والشهواني وذلك
لأنه يؤذينا بكلامه وملامحه وتصرفاته ويبعث الخوف في الطفل داخلنا .. الطفل البرئ الصريح البسيط.
لعل الرجل كذلك يميل إلى المرأة لكونها أقدر منه على التعبير عن الطفولة داخلها فهي تتغذى على الحب والحنان
وأسرع منه في التعبير عن عواطفها وأشد منه حباً لذاتها بالتجمل واللباس والزينة .
وهذه الصفات تجعلها أقرب منه إلى روح الأطفال وأقدر على التعامل معهم – هذا ليس قدحاً في المرأة بل هو ميزة
حباها الله إياها لتكون أماً حنوناً وزوجة حبية وهي تعجب كذلك في قوة الرجل وصرامته وعدم سيطرة العواطف عليه .
فسبحان من خلقها وخلقه وميزها وميزه وجعل بينهما هذا الانسجام .... منقول
لذلك لا تقتلوا الاطفال بداخلنا
المفضلات