تعاني معظم الاقطار العربية من ظاهرة استفحل شرها بين الناس وفي المجتمعات العربية حتى باتت مهنة لها قوانين
وتعليمات بين المتسولين وزعمائهم وطرق تكيف الشخص مع المظهر الخارجي للمتسول وأدوات تسوله .
تعاني الكثير من المجتمعات من بعض الظواهر السلبية المختلفة كالتفكك الأسري وارتفاع معدلات الجريمة وانحراف الأحداث والطلاق والبطالة والتسول، وكما هو معروف فإن كثيرا من الظواهر تظل بسيطة وكامنة أما إذا انتشرت وتطورت أصبحت تشكل خطورة على المجتمع وهددت أمنه واستقراره وانعكست بآثار سلبية عليه، فإنها تصبح مشكلة يجب التصدي لها ومواجهتها ومثال ذلك ظاهرة التسول .
يعتبر التسول آفة من أكثر الآفات الاجتماعية التي تثير الفوضى وتسيء للمظهر الاجتماعي العام للمجتمع، وخاصة في المجتمعات التي توفر الخدمات والرعاية وتعمل دائما على تحسين مستويات معيشتهم، ونظرا لأن المتسولين أصبحوا متمثلين لطريقة حياتهم ومتكيفين مع الدور الذي يلعبونه في المجتمع والذي يساعد على تشكيل اتجاهاتهم نحو الناس
وطريقة الحياة ونوع النشاط المرغوب، بحيث لم يعد من السهل تغيير اتجاهاتهم كما أنهم ينقلون أنماط حياتهم لبعضهم ولأبنائهم في سياق عمليات تفاعلهم الاجتماعي مع الآخرين، وتنشئتهم لأبنائهم .
ويُعّد التسول مشكلة شديدة التعقيد وعلى المجتمع أن يوجد الحلول المناسبة التي تساعد على الحّد من انتشاره وإعادة
تأهيل هؤلاء وتكييفهم مع الأنماط السلوكية التي يرغبها المجتمع حتى يتخلصوا من تلك الأنماط السلوكية التي تعودوا
عليها وأصبحت تشكل خطورة على المجتمع ومواطنيه.
فظاهرة التسول من الظواهر الاجتماعية السلبية المنتشرة في كثير من المجتمعات مع وجود فوارق في مدى انتشارها وحدتها من مجتمع لآخر .
تعتبر الرغبة في الحياة المحرك الأساسي عند جميع الكائنات الحية والتي تدفع بهم إلى الحركة داخل الوسط الطبيعي
بحثا عن عناصر البقاء في محاولة للاستفادة منه، وتعتبر حركة الإنسان حركة قصديه واعية وهادفة، فمنذ أن وجد الإنسان على سطح الأرض وهو يمارس عدة أعمال ونشاطات يومية حتى يؤّمن لقمة العيش، فالإنسان البدائي مثلا كان يعتمد على الصيد لكسب قوت يومه، ولكن مع مرور الوقت وتفاوت الأزمنة ونظرا للتغيرات الضخمة التي حدثت في كثير من المجتمعات في العالم بسبب التحول السريع في نمط الحياة من البدائية أو القروية اليدوية الى الحضرية أو الصناعية فرضت عليه تغير نمط عيشه، فالمجتمعات الحديثة تتميز باتساع المدن وتعقيد في تقسيم العمل، وهذا ما جعل نطاق الأسرة يضيق جدا ويضيق أساسها الوظيفي، الأمر الذي فرض أنماطا جديدة من العلاقات داخل الوحدة الأسرية.
وقد كانت نتيجة ذلك أن العلاقات التي كانت تدور في دوائر قرابية واسعة أصبحت الآن تدور في دوائر أصغر وأصغر، وبالتالي نشوء مشاكل اجتماعية تعاني منها الأسرة كالتفكك الأسري بالإضافة إلى كثير من النزاعات التي نجمت نتيجة للظروف الاقتصادية والاجتماعية ،داخل الأسرة
تعريف التسول : يعرف التسول بأنه :
طلب مساعد ماليه نقدية أو عينيه ” طعام أو الكساء…”، من الآخرين، من خلال استجداء عطفهم وكرمهم، إما بسوء الحال أو العاهات أو بالأطفال، بغض النظر عن صدق المتسولين أو كذبهم .
أسباب التسول:
وقد أشار الباحثون الاجتماعيون إلى تعدد أسباب شيوع ظاهره التسول ، وان أسبابه الاساسيه هي الفقر والبطالة والعجز.
أنماط التسول:
كما أشار الباحثون الاجتماعيون إلى تعدد أنماط التسول ومن هذه الأنماط:
التسول الظاهر: وهو التسول الواضح.
التسول المقنّع: وهو التسول المستتر وراء أنشطه أخرى مثل بيع السلع الصغيرة أو أداء بعض الخدمات البسيطة .
التسول الموسمي: وهو التسول في مواسم ومناسبات معينه مثل الأعياد أو رمضان.
التسول العرضي: وهو التسول المؤقت الناتج عن ظروف استثنائية.
التسول الاحترافي: وهو اتخاذ التسول حرفه.
التسول الاضطراري: وهو تسول الشخص العاجز عن العمل ، والذي لا يتوافر له اى مصدر دخل آخر غير التسول.
التسول بالعالم العربي
ويعتبر خبراء الاجتماع ظاهرة التسول، وخصوصاً تسول الأطفال، ظاهرة سيئة وتحدياً للمجتمع العربي لأنها توضح الجوانب السلبية والمدانة فيه، وقد ازدادت الظاهرة في السنوات الأخيرة لسوء تنظيم المجتمع العربي ولأسباب تتعلق الفقر والأمية والجهل وتفكك الأسرة فضلاً عن غياب الإصلاح في العالم العربي وعدم اهتمام الحكومات بالمواطن العادي.
ويرى الأخصائيون أن الحل مشكلة التسول يمكن من خلال مواجهة جماعية، تلعب فيها الدولة مع القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني الدور الفاعل في التشخيص والمعالجة، ولاشك أن الشخص المحتاج لايتسول إلا عندما يفقد الحصانة المبدئية والأخلاقية لسبب أو لآخر حينها لايتردد في مد يداه إلى الناس .
وتشير الدراسات العلمية إلى أن هناك علاقة متلازمة بين التسول والسرقة لأن الإنسان عندما يفقد الحياء فانه يفعل ما يشاء، كما أن التسول قد يصبح عادة لايمكن تجاوزها أو الابتعاد عنها، وتصبح أكثر تركيزا وترسيخا وما يساعد على شيوع ظاهرة التسول ضعف وسائل الضبط الاجتماعي مثل الشرطة ومديريات التنمية الاجتماعية والمحاكم والمؤسسات الإصلاحية، وتنخفض معدلات التسول إذا كانت هذه العوامل قوية وفاعلة ومتشددة وحازمة.
منقول من عدة مصادر
المفضلات