العالم اليوناني أبقراط والذي عاش في الفترة ( 460ق.م – 377 ق.م) اسماه اليونانيون «بأبي الطب»، ولقد نبغ في فترة الحضارة السابقة للحضارة العربية الإسلامية على انه العالم الذي وضع علم الطب بصورة منهجية وعلى أسس علمية ذات مستوى رفيع.
كما قام بتأليف عدد كبير من الكتب الطبية شكلت مجموعة كاملة سميت (Corpus) وتضم أكثر من 60 عملاً، أعيد تجميعها ووضعها في مكتبة الإسكندرية (250 ق.م) ثم أضيفت إليها عدة أعمال أخرى.
لقد أبدى أبقراط مفهوماً خاصاً للطب قبل ألفي عام ونيف مما شكل بداية ثورة وانقلاباً في ذلك الحين مقارنة بمفهومنا الحالي كأساس للطب الحديث، وهنا أود تسجيل بعض من أقواله المأثورة «أن تعرف فذلك شيء، أما أن تعتقد بأنك تعرف فهو شيء آخر، لكن أن تعرف فهو علم، ومجرد الاعتقاد بأنك تعرف هو نوع من الجهل». أما وصية أبقراط المعروفة بترتيب الطب فقال: «ينبغي أن يكون الطبيب في حسه حراً، وفي طبعه جيداً، معتدل القامة ، متناسب الأعضاء، جيد الفهم، حسن الحديث، صحيح الرأي عند المشورة، عفيفاً شجاعاً، مالكاً لنفسه عند الغضب، ولا يكون تاركاً له في الغاية، ولا يكون بليداً وينبغي أن يكون مشاركاً للعليل مشفقاً عليه، حافظاً للأسرار لان كثيراً من المرضى يوقفونا على أمراض لديهم لا يجوز أن يقف عليها غيرهم».
أرجو أن نرى الكثير من هذه الصفات بين أطبائنا والتي وضعها العالم أبقراط قبل (2500) عام – ولقد أجمع المؤرخون بأن أبقراط أول من دون صناعة الطب وأظهرها.
المفضلات