القدس المحتلة - الرأي - دعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي الشعب الفلسطيني في غزة إلى إنجاز المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام، والتمسك بالسلاح والمقاومة.
وقال القرضاوي خلال خطبة الجمعة بغزة إنّ "رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل ونائبه إسماعيل هنية والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح يسعون للمصالحة، متسائلاً: "لماذا لا نجتمع إذا كان هدفنا وعدونا واحد، لماذا يتفرق بعضنا عن بعض"، مؤكدًا على ضرورة إزالة كل العقبات وعمل كل ما يلزم لإنجاز الوحدة.
وأضاف "أنصح أبناء غزة أن يصبروا على ما هم عليه وأن يستمروا في البناء والمقاومة وعدم التخلي عنها، لأن ذلك يعني تسليم أنفسهم للأعداء، لكننا نريد أن يتحد الفلسطينيين وأن تكون فلسطين كلها بلدا وشعبا واحدا".
وأكدّ أنّ غزة على قلب رجل واحد، "ولم أر شقاقا بين الذين يعملون للجهاد في هذا البلد الكريم، فكلهم يحملون السيف، ومن لا يحمله في يده فإنه يحمله في قلبه (..) كل أهل هذا البلد مستعدون للجهاد، وقدموا شهداءهم ومستعدون أن يقدموا أكثر من ذلك".
ولفت إلى أنّ غزة استقبلت وفد العلماء الذي يزور غزة بقلوبها وأرواحها، قائلاً "كل البلد تستقبلنا وتنظر إلينا بعيون ملؤها الحب وقلوب تبتسم وألسنة ملؤها الدعاء، لقيت أبناء غزة وسررت بهم وبما عندهم من عزم فتي وروح أبية وأنف حمي".
وتابع "كان من أمنياتي أن أزور غزة التي زرتها منذ 1957، ومن سنين طويلة يدعوني إخواني لزيارتها حتى تهيأت الفرصة ونعمت بزيارتها، فأحمد الله تعالى أن هيأ لي هذه الزيارة التي زادتني إيمانا بأن هذه الأمة إلى خير وأنها أمة لن تموت أبدا".
وشدّد على أنّ غزة ما تزال مصرة على مسيرتها حتى يأتي أمر الله وينتصر الحق على الباطل والعدل على الظلم، داعيًا الله للشعب الفلسطيني بأن يزيده قوة وصبر ويتمم النصر عليه حتى يستعيد كامل أرضه.
وذكر القرضاوي أنّ الشعبين الفلسطيني والسوري سينتصران لا محالة على المستكبرين في الأرض، "وكل من يؤيد الطغاة بالمال والسلاح سيأخذهم الله، وأنا واثق من نصر الشعبين الفلسطيني والسوري وكل الشعوب المقهورة".
زيارة بيت أحمد ياسين
وقبل الخطبة، زار الشيخ القرضاوي برفقة رئيس الحكومة إسماعيل هنية، منزل مؤسس حركة "حماس" الشيخ الشهيد أحمد ياسين، وقال "نحن في لحظة من لحظات الكرامة التي تعيشها هذه الأمة وترجع بها إلى ماضيها العزيز كأمة الحضارة والعلم والإيمان".
وأضاف " لم أر أحدًا اجتمعت الأمة على فضله وقوته وأمانته واجتمعت على أنه رجل لا ينازل برجولته كالشيخ أحمد ياسين الذي هز أركان العالم وأركان "إسرائيل" المتجبرة في الأرض التي حسبت له ما حسبت لتقتله وهو خارج من صلاة الفجر ".
وتابع "أرادت "إسرائيل" أن تقتص وأن تقتل هذا الرجل العظيم بجسده ولكنها لم تقتل روحه، فروح أحمد ياسين ظلت إلى اليوم تفتح لنا وتنير لنا الطريق (..) إنها منارة لأمة وأبناء الإسلام، وكل هؤلاء يستقون من هذه المنارة الياسينية التي كانت ضياءً للناس".
مضيفًا "كنت قد سعدت به سنين طويلة أكتب إليه ويكتب إلي، وعندما جاء إلى قطر كان أول بيت يزوره هو بيتي، نحن نعيش في بركات أحمد ياسين، وهذا الرجل يستحق منا أن نرفعه فوق رؤوسنا".
وقال القرضاوي "أسأل الله تعالى أن ننال الشهادة في سبيله، أتوقع أن ترجمني إسرائيل بصاروخ لأنال الشهادة في سبيل الله أثناء زيارتي غزة".
هذا وقع نحو خمسين عالمًا من علماء المسلمين من نحو خمس عشرة دولة عربية وإسلامية على "وثيقة حق العودة" التي تنص على عدم التنازل عن الأرض الفلسطينية أو التفاوض عليها. جاء ذلك في افتتاح مهرجان جماهيري حاشد أقامته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مساء الخميس في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة، بعنوان: "دماء الشهداء مداد العلماء".
وكان في مقدمة العلماء العلامة يوسف القرضاوي رئيس اتحاد علماء المسلمين وذلك بعدما أقسم العلماء وكذلك عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين احتشدوا في ساحة الكتيبة "قسم العودة".وتخلل المهرجان الذي حضره رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية ووزراء حكومته وأعضاء في المجلس التشريعي الفلسطيني والسفير القطري محمد العمادي وقادة حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية فقرات إنشادية وقصائد شعرية.
في المقابل أرسلت وزارة الداخلية الفلسطينية رسائل إلى جميع الدول التي تعترف بدولة فلسطين، مفادها أن الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي يحمل جواز سفر فلسطيني مزورا.
وطالبت الوزارة في رسائلها جميع هذه الدول باتخاذ الاجراءات القانونية من أجل ضبط حامل الجواز واسترداده وفق القانون الدولي، على ما أفاد بيان للوزارة الجمعة10/5/2013.
المفضلات