احبتي .. بالامس وفي مجلس ما .. سمعت هذه الحكاية والتي تتحدث عن بر الوالدين ودعائهم لابنائهم بالخير
قيل وكما أحفظ مما قيل ...
ان رجلاً كان يجلس قرب نهرٍ واسع نوعاً ما .. وأمامه كوخ صغير متهالك ... وصخور واتربة على ضفتي النهر
وفي لحظة من لحظات تأمله بجمال الطبيعة .. وأذ تخرج من الماء سلحفاة على ظهرها عقرب سام .. وكلنا نعرف
حكاية السلحفاة التي انقذت عقرب من الغرق فكافئها بان قرصها العقرب بفعل طبيعته الذي خُلق عليها فماتت ... نتابع
خرجت وتوقفت على ضفة النهر .. فنزل العقرب من على ظهرها وتوجه مسرعاً كمن يذهب الى حرب ضروس رافعاً
ذيله ومتحضراً بسمه ومتجهاً الى ذالك الكوخ .. وما هي الا لحظات حتى عاد العقرب الى السلحفاة وأمتطى ظهرها وعادا
الاثنان الى النهر ووسط الماء اختفيا .. فتملك صاحبنا الفضول من هذا العمل والاحداث المتوالية والاستغراب من كل الذي
حدث .. وقال في نفسه .. لِما ذهب مسرعاً الى الكوخ وعاد العقرب وهو منتعش يتهادى بمشيته يتملكه الفرح بانتصار
كبير .. فقال بنفسه لاذهبن الى الكوخ لارى ماذا حدث وأي شيء هناك .. وفتح باب الكوخ المتهالك واذ به يتفاجىء
بصياد شاب مستلقي على الارض نائم ليرتاح من عملٍ أجهده بيومه ذاك وبجانبه حية سامة ميتتة لا حراك بها .
فزاد تعجبه وقرر ايقاظ الشاب لعل يجد عنه الخبر اليقين لكل ما حدث .. وبالفعل افاق الشاب من نومه ليجد حية سامة
ميتة بجانبه ورجل يجلس امامه متأملاً تعلوا وجه علامات التعجب والدهشة والحيرة .
فما كان الشاب منه الا ان شكر الرجل على جميل فعله وانقاذه من سم هذه الحية .. فزاد تعجب الرجل
وقال صائحاً .. لستُ أنا من فعل ذلك .. وقص عليه كل ما حدث وبالتفصيل .. وأضاف قائلاً .. اخبرني بالله عليك
ما علاقة ذالك كله وترابطه بك وبحياتك .. فتبسم الشاب عندها وارخى جسده وحمد الله وشكره وترحم على والديه .
وأضاف يحكي حكايته .. فقال .. كنتُ باراً بوالدي وقائماً على خدمتهم بافضل ما يكون ذلك وعلى الصورة التي ترضي
الله سبحانه وتعالى ورسوله الصادق الامين ( صلى اله عليه وسلم ) .. وأضاف .. وأخر قولهم لي دعاء حيث يقول
صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف ..
* كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يعوِّذُ الحسنَ، والحُسَيْنَ، يقولُ :
أَعوذ بِكَلماتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، من كلِّ شيطانٍ وَهامَّةٍ، ومن كلِّ عينٍ لامَّةٍ،
قالَ: وَكانَ أبونا إبراهيمُ يعوِّذُ بِها إسماعيلَ، وإسحاقَ أو قالَ: إسماعيلَ، ويعقوبَ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث:الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 2857
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فلا تعجب من ما رأته عيناك فقد حماني الله سبحانه وتعالى من هذه الحية بفضل بري لهم ودعائهم لي وسخر هذه
السلحفاة لتحمل العقرب الذي سخره الله لقتل هذه الحية السامة وكما تابعت وشاهدت وخبرت .
الحمد لله رب العالمين .. أكان هذا الذي قيل حقيقة ام ضرب من الخيال أم هي حكاية تحكى .. يبقى الهدف والمعاني
والنصح وبر الوالدين وقدرة الله عز وجل على تسخير ما خلقه لعمل الخير .. افعالٌ حقيقية حثنا عليها سبحانه وتعالى
بان نقوم بها ونصدقها ونؤمن بقدرته سبحانه وتعالى على فعلها .
المفضلات