علماء المسلمين ..
حمل العلماء المسلمون مشعل الحضارة لمدة تربو على الخمسمائة عام، وأوروبا تغط في ظلمات العصور الوسطى ولو كانت جائزة نوبل على أيامهم لحصل عليها الواحد منهم عشرات المرات كالخليل بن أحمد الفراهيدي وابن دريد ويعقوب
بن إسحاق الكندي وابن سينا والبيروني والخوارزمي صاحب الخورزميات وغيرهم إلا أن نكران الجميل وإهمال سيرهم كان من نصيبهم حتى جهلهم أحفادهم وصارت سيرتهم وعلمهم غريب علينا ويعرفهم غيرنا جيدا ولا زالوا يستفيدون من علومهم وبأفكارهم وجهدهم يحصلون على الدرجات العلمية العالية والجوائز وكثيرا منهم جاحدون وقليل المنصفون.
وان الفرق بين علماء أوروبا الذين صنعوا النهضة الحديثة التي يشهدها العالم وبين باقي معاصريهم هو مقدار إطلاع العلماء على علم وكتب وأفكار علماء المسلمين فلقد كان في عصرهم العلم عربي ثم ترجم ونقل من أسبانيا و صقلية
وأثناء الحروب الصليبية لأوربا فوعوه وحفظوه وأبدعوا فيه في الوقت الذي دخل فيه المسلمون في العصور الحديثة
في سبات ونوم عميق .
وإنصاف العلماء واجب ورد الفضل لأهله ضرورة والفضل أولا وأخيرا لله ويجب على كل محب للعلم أن يقدر العلماء المسلمون حق قدرهم ويعترف بفضلهم وفضل معاصريهم من العلماء العرب أتباع الديانات الأخرى الذين ساهموا في الحضارة الإسلامية فلقد كانوا علماء موسوعيون فلا تعجب لتكرار العالم في أكثر من تخصص على خلاف علماء اليوم فتجد العالم منهم يبدأ بتعلم علوم الدين واللغة وغالبا ما يكون حافظا للقرآن
(حفظه الكندي وعنده خمسة عشر عاما كمثال) ثم تجده فيلسوفاً ورياضياً وفيزيائياً وطبيباً وجغرافياً أو فلكياً وموسيقياً
والذي نفتخر فيهم رحمهم الله وهم الذين كانوا السباقين في شتى مجالات الحياة في زمن كان العالم الأوروبي عايش
بالجهل والظلمات وكان وقتها عالمنا العربي يزخر بهؤلاء العلماء الفطاحلة الذين عزوا الإسلام باكتشافاتهم واختراعاتهم ونفعوا بعلمهم الناس أجمعين اسال الله لهم الرحمة
دور علماء المسلمين في علم البيئة
بالنسبة للإسهامات التي قدمها العرب المسلمين في مجال علم البيئة فهي كثيرة ، فقد درس الأصمعي [ 740ـ830م ] بعض أصناف الحيوانات البرية والبحرية والأليفة والمتوحشة . وكان جل تركيزه على دراسة بيولوجية الخيل والإبل
بشكل موسع .
وقد كان أبو عثمان الجاحظ [ 767ـ869م ] يتابع الحيوان في بيئته فيصف سلوكه ويتحدث عن بيولوجيته ،
ويُعد الجاحــظ أول من قــال عن أسـس المكافحــة الحيوية (Biological control) ،
حين ذكر في كتابه ( الحيوان ) : [ فعلمت أن الصواب في جمع الذباب مع البعوض ، فإن الذباب يفنيه ] .
هذا الكلام له مفهوم بيئي مهم في السيطرة على الكائنات الحية الضارة بدلاً من استعمال المبيدات والمواد الكيميائية التي تلوث البيئة . وكان الجاحظ بالإضافة إلى ذلك يلاحق الحيوان في ولادته فيتحدث عن نشأته وموطنه وكيفية تربيته
لصغاره وإطعامهم ، ثم أنه حاول أن يستوضح تأثير الحر والبرد والشمس والظل على الحيوانات المختلفة وعن علاقة ذلك أيضاً بالحيوان ، وهذا ما يقوم به الآن علماء البيئة .
ويعتبر العالم المجريطي [ 950ـ1008م ] أول من وضع كتاباً أبرز في عناوينه كلمة البيئة من خلال كتابه
[ في الطبيعيات وتأثير النشأة والبيئة على الكائنات الحية ] .
ولعل المجريطي كان أول من تحدث فيما يعرف اليوم بمراتب الهيمنة لدى الحيوانات (Domi-nance Heirarchy) حيث أشار إلى أن للحيوانات رئيساً ومرؤوساً ، فيقول : [ إن الحيوانات فيها التفاضل موجود كوجوده في بني آدم وفيها رؤسـاء وقــادة في كـل جنـس من أجناسـها ] .
ودرس ابن سـينا [ 980ـ1036م ] في موسوعته الشفاء [ كتاب الحيوان ] الحيوانات المائية والبرمائية ، وعُني بالحيوانات المائية بشكل كبير وقسمها إلى لجية وشطية ، وقسم الشطية إلى طينية وصخرية .
ثم تناول فيما بعد ما يعرف اليوم بعلم بيئة المتحجرات (Paleoecology) ، حيث استخدم الأحافير البحرية
(Fossils) استخداماً صحيحاً للدلالة على أن أجزاء من الأرض كان يغمرها البحر في أقدم العصور ، وتطرق ابن سينا إلى بيئة بعض النباتات الطبية وركز على مواطن النبات من حيث نوعية التربة التي تنمو فيها سواء كانت مالحة أو حلوة وجاء دور ابن البيطار [ 1197ـ1249 م ] العالم الاندلسي المعروف فدرس مختلف النباتات وبيئاتها ، في كتابه
[ الجامع لمفردات الأدوية والأغذية ] وكان موفقاً في أكبر دراسته لها .
هو مشابه لما يقوم به علماء اليوم في تصنيف النبات .
وقد اهتم القزويني [ 1208ـ1283 م ] في كتابه [ عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات ] بتأثير البيئة على الحيوانات ، ثم تناول العلاقات الجيدة والعدائية بين الحيوانات أو ما يعرف بالتداخلات الحيوية
(Biological intertion ships) الآن فيقول في حيوان الببر :
[ حيوان هندي ، أوفى من الأسد ، بينه وبين الأسد معاداة وإذا قصد الببر النمر فالأسـد يعـون النمر ]
وعن البيئة الحيوانية يقول القزويني في كتابه [ آثار البلاد وأخبار العباد ] وفي مجال الطيور
[ والصقر والبازي والعقاب لا تفرخ إلا على رؤوس الجبال الشامخة ، والنعامة والقطا لا يفرخان إلا في الفلوات ، والبطوط وطيور الماء لا تفرخ إلا في شطوط الأنهار... الخ ] .
هذه بعض المعلومات عن انجازات واسهامات العلماء المسلمون في مجال البيئة وكأن الغرب يتعمد ان يخفي كثير من
الحقائق عن هذه الانجازات والاسهامات والحقائق العلمية وما وصلوا اليه الان في معظمه كان وان وضع اساسها
العلماء المسلمون
منقول .. من عدة مصادر
المفضلات