غدير سالم - قيل « اذا كان لديك قرشان فاشتر باحدهما رغيفا وبالثاني زهرة « .. لأهمية هذين الشيئين في حياتنا ، فالرغيف من أجل العيش ، أما الزهر من أجل السعادة والفرح ..
وكثير من المطربين تغنوا بالورد بكافة أشكاله وألوانه ،
فأم كلثوم غنت للورد قائلة :
الورد جميل وله أوراق عليها دليل من الاشواق
اذا اهداه حبيب لحبيب يكون معناه وصاله قريب
ووصفوه بالعديد من التعابير الرائعة ، وشبهت المحبوبة بالورد كمحمد عبده حين وصف محبوبته بأميرة الورود فقال :
أميرة الورد ليه ..
الورد مفتونك ..
ليه بحياته يحاول يشبه ألوانك..
كم من فراشه تمنت تلمس غصونك..
والورد ياما تمن يعيش بأغصانك
فكان للورد نصيب كبير من الأغاني القديمة والحديثة .
ومجرد رؤيتنا للورد يبعث في نفوسنا الأمل والتفاؤل بألوانه المميزة ، وروائحه العطرة ، فأصبحنا نراه في المحلات وجميع الأماكن حتى على الطرقات ، حيث يقوم العديد من الشبان ببيعه عند الإشارات ، والهدف الرئيسي من خلال هذه المهنة الكسب الحلال وتوفير عيشة كريمة لابنائهم.
التقيت مع مجموعة من الباعة الذين يقومون ببيع الورد ، باقات وفرادى على الطرقات ، لمعرفة شعورهم عند الإنتهاء من بيع الورد ، فهم يبعون سلعة جميلة تبعث السعادة والفرح للجميع .
مصدر سعادتي أولاً وسعادة الآخرين
« فادي» أحد بائعي الورد المتجولين يعمل بشكل يومي عند إحدى الإشارات الضوئية ، يعبر عن شعوره ببيع الورد بابتسامة جميلة قائلاً :» سعادتي كبيرة لأنني لا أبيع أي شيء ، وإنما أبيع الورد ، مصدر سعادتي أولاً وسعادة الآخرين فللورد رونقه الخاص، ولكن الشئ الوحيد المحزن أننا كبائعين نلاحق من قبل موظفي الأمانة لاننا نبيع على الاشارات الضوئية ، ونتمنى أن يتركوننا بحالنا كي نعيش».
أعود للمنزل سالماً غانماً
بدت السعادة على محيى «مازن» حين عبر عن شعوره وقال :» عند بيعي للورد أشعر بسعادة كبيرة ، ويكون همي الوحيد أن أعود إلى منزلي سالماً غانماُ ، وعندما أكون حاصلاً على الرزق الكافي لي ولأولادي اكون سعيد جداً أيضاً ، برغم أن ما أحصل عليه مبلغ زهيد ، ولكن والحمد لله يكفيني «.
وأخرج مازن فاتورة تظهر شراءه للورد بمبلغ 20 دينارا ليخبرنا بأنه لا يتسول وإنما يشتريه ، ويكون عليه ضريبة معينة يدفعها .
مصدر الرزق لي ولأولادي
«تامر» أعتبر هذه المهنة الوظيفة الوحيدة التي يتمكن القيام بها فقال :» هذه المهنة هي مصدر الرزق لي ولأولادي ، ولن أتمكن ولن أُقبل في أي وظيفة أخرى ، لذا أقوم بها وأنا سعيد جداً «.
واشار الى انه يقوم بتغليف الورد على شكل مجموعات متناسقة ليبيع كل مجموعة بقيمة 3 - 5 دنانير مبينا انه غالبا يقبل بالربح القليل ليؤمن لعائلته قوت يومهم.
حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب
« أبو مصطفى» بدأ حديثه بمقولة جميلة فقال :» نعم أحب مهنتي وأؤمن بأن «حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب « فأنا أحب مهنة بيع الورد وأحب الورد وأحب الناس وأحب أن ابيعهم الورد ، فلا يوجد هناك أجمل من الورد «.
بائعو الزهور الأكثر سعادة
يذكر أن هناك دراسة بريطانية كشفت أن بائعي الزهور ومنسقي الحدائق هم الأكثر سعادة بين نظرائهم العاملين ، في حين كان المصرفيون أتعسهم.
ووجدت الدراسة، التي نشرتها صحيفة ديلي اكسبريس، أن الرضا الوظيفي يرتبط بحقيقة تمتع العاملين بمزيد من المرونة والتحكم بحياتهم الروتينية اليومية، ويتماشى مع الاعتقاد الدارج ان المال لا يشتري السعادة على المدى الطويل.
وقالت ان 9 من كل 10 من بائعي الزهور ومنسقي الحدائق سعيدون في عملهم، بالمقارنة مع 4 من كل 5 من مصففي الشعر، و3 من كل 4 من السباكين.
ولكن هذه الدراسة لا تنطبق على بعض العاملين في هذه المهنة فكان لأحمد و محمد وجهة نظر مختلفة .
لا أشعر بالسعادة
« أحمد « قال :» لا أشعر بالسعادة في هذه المهنة ، إلا أنني أبحث عن عمل آخر ، لأن هذه المهنة لا تعود علينا بالربح دائماً ، حيث أن الزبون لا يقبل أن يشتريه إلا بسعر قليل ، فأضطر لبيعه بخسارة حتى لا يفسد الورد، عدا أنني أقوم بالتخلص من الورد المتبقي أخر النهار لأنه لا يصلح للبيع في اليوم التالي «.
لا أشعر بشئ
و» لا أشعر بشئ ، شعوري عادي جداً ، لا يهمني سوى كونها وظيفة أقوم بها فقط لعدم وجود غيرها «. هذا ما قاله الشاب « محمد « ،الذي كان يحتضن باقات الزهور.
ومع اختلاف الأراء ووجهات نظر البائعين ، يبقى للورد رونقه الخاص وسماته العديدة المفضلة لجميع الناس ، فحين تشاهده من بعيد تُرسم البسمة على محياك وتفرح كثيراً
المفضلات