ما يزال عرض القوة الذي حاولت جماعة الاخوان المسلمين تنفيذه في عروس الشمال اربد يوم الجمعة الماضي موضع نقاش شعبي وحزبي بعدما انكشفت خطة الجماعة وبخاصة الجناح المتطرف فيهم والذي حاول اخذ البلاد والعباد الى دورة عنف وتخريب ورفع لسقوف الشعارات والتي إن دلّت على شيء فإنما تدل على افلاس سياسي ومحاولة محكومة بالفشل للخروج من طوق العزلة الذي يطبق على حركتهم بعد ان ظنوا ان عجلة السياسة في الاردن لن تسير إلاّ بهم وان الانتخابات البرلمانية لن تتم اذا ما قاطعوها وان البلد رهن قرارهم ومزاجهم السياسي واراداتهم السياسية والتنظيمية التي تعمل على موجة خارجية منذ ان هبّت رياح الربيع العربي فاعتقدوا ان زمانهم قد حّل وصدقوا احلامهم بأن المرحلة مرحلتهم وعلى الاخرين, ولا يهم ان كانوا اغلبية ساحقة, ان يطيعوا ويرضخوا.
في هذا المربع وقعت الحركة الاسلامية الاردنية في خطأها الكبير وبدت بعد انتهاء انتخابات الثالث والعشرين من كانون ثاني الماضي وكأنها اصيبت بخيبة امل بعد ان سجل الاردنيون اغلبية وازنة ومرموقة في سلم المسار الديمقراطي التعددي وبنسبة مرتفعة, ما دفع (الاخوان) ليس الى مراجعة انفسهم والاعتراف بالخطأ واختيار المسار الطبيعي والقانوني للتعبير عن ارائهم ومواقفهم بل هم مضوا في تعنتهم وتطرفهم ولم يعدموا اي وسيلة او مسيرة او تظاهرة لتعويض ما فاتهم إلاّ ان النتيجة كانت صفرية او اقرب الى ذلك حتى بعد اعلاناتهم عن مسيرات مليونية وعن شعارات ومطالب ومواقف يعتقدون في دواخلهم ان تحقيقها ان لم يكن صعبا فإنه على الاقل يحتاج الى وقت لكن الحركة الاسلامية في عجلة من امرها وكلما طال امد قفزها الى السلطة كلما ازدادت عزلة وقطيعة مع الاردنيين الذين اكتشفوا عقم الشعارات وتناقضها حيث يرفع شعار في الاردن فيما يكون نقيضه في عاصمة عربية اخرى, رغم ان من يحكم في تلك العاصمة العربية او تلك هم جماعة الاخوان المسلمين بأسمائها المتعددة.
عتب الاردنيين على الحركة الاسلامية وبخاصة العقلاء منها لم يكن سوى تعبير راق ورغبة صادقة بأن تحتكم الحركة في تحركها السياسي والحزبي وخطابها الا الى العقل والمنطق وان ترتقي الى طبيعة وحجم المسؤولية التي يجب ان ينهض بها الاردنيون كافة لاخراج بلدهم من ازمته الاقتصادية والتسريع بمسيرة الاصلاح السياسي الاقتصادي والاجتماعي وادخال التعديلات المطلوبة على رزمة القوانين الاصلاحية التي تم اقرارها في الماضي وبما يكفل سد الثغرات او النواقص سواء في قوانين الانتخاب والاحزاب وغيرها من القوانين التي لا قداسة لها ما دامت الاغلبية تقرر تعديلها او الغاءها او استبدالها فالهدف هو وضع الاردن في مرتبة متقدمة على مسار الدول الديمقراطية وتكريس ثقافة الحوار في الحياة السياسية ونبذ كل انواع العنف المادي والمعنوي .. فعلى ماذا تراهن الحركة الاسلامية؟..
المفضلات