كتبت – سهير بشناق - تحمل بيدها مجموعة من القصص وتنتقل بين المواطنين في احدى المطاعم دون ان تطلب منهم شرائها لكنها تكتفي فقط بالاقتراب منهم عارضة قصصها منتظرة ان يساعدها احدهم.
هي طفلة جميلة عمرها عشر سنوات، تمارس مهنة البيع تحت غطاء التسول، وفي ساعات الليل وليس النهار، لا يملك الانسان امام براءتها وطفولتها الا ان يساعدها.
والدة الطفلة التي تنتظرها على الشارع المقابل تمارس هي ايضا مهنة التسول، لكنها برغم ما تتعرض إليه من متاعب ومضايقات، الا انها تصر على استغلال طفولة ابنتها التي حتما الشارع ليس مكانها وتعرضها لمثل هذا الموقف الذي لا بد ان يؤثر على نموها النفسي بشكل كبير.
قضية التسول وخاصة المتعلقة بالأطفال ليست بجديدة وبرغم حملات مكافحة التسول التي تقوم بها وزارة التنمية الاجتماعية، إلا أنها في ازدياد مستمر. واستغلال الاطفال بالتسول من قبل اسرهم لم يتوقف بل ان احصائات «التنمية الاجتماعية» تشير الى انه خلال الفترة الماضية تم ضبط 250 طفلا خلال اسبوع واحد.
ما يعكس مدى تنامي مشكلة الاطفال المتسولين الذين يتم الزج بهم الى الشوارع واستغلالهم من قبل اسرهم وتسربهم من المدارس او عدم ذهابهم اليها بهدف استغلال طفولتهم بشكل واضح وامتهانهم للتسول الذي يصبح سلوك حياة لهم بالمستقبل.
يؤكد الناطق الاعلامي في وزارة التنمية الاجتماعية الدكتور فواز الرطرورط ان حملات مكافحة التسول التي تقوم بها الوزارة ضبطت مؤخرا 1919 متسولا بالغين، في الوقت الذي لم يحل فيه فصل الصيف بعد وهو الفصل الذي يزداد فيه نشاط المتسولين صغارا وكبارا بشكل ملحوظ.
وترى مصادر مختصة في الوزارة ان الخلل لا يكمن في آلية ضبط المتسولين بقدر الاجراءات المتبعة بحقهم بعد ضبطهم خاصة فيما يتعلق بتطبيق المادة 389 من قانون العقوبات بحق المتسولين وخاصة المكررين منهم مما يزيد العبء والمسؤولية على لجان مكافحة التسول التي تقوم بدورها لكنها لا تلبث ان تضبط متسولين حتى يعودوا من جديد للشارع للتسول.
وتمنكت لجان مكافحة التسول مرات عديدة من ضبط متسولين اكثر من مرة في اليوم الواحد مما يدل على ان الاجراءات المتبعة بحقهم ليست كافية بالرغم من وجود عقوبات رادعة بالقانون الا ان استبدال العقوبات بغرامات مالية تتراوح بين 20- 30 دينارا تسهم الى حد كبير باستمرار وامتهان التسول.
وتؤكد المصادر أن هناك متسولين لهم حسابات بنكية وتم ضبط الكثيرين منهم وبحوزتهم اموال كبيرة الى جانب امتلاكهم لسيارات وعقارات مما يؤكد على ان التسول ليس حاجة انما مهنة
وان كان تسول البالغين الذين يتذرعون بالبيع للتسول امرا وسلوكا غير مقبول ومتزايدا بشكل ملحوظ فأن تسول الاطفال واستغلالهم لم يعد مقبولا فرؤية طفلة في ساعات متأخرة من الليل تنتقل بين السيارات وفي المقاهي والمطاعم مشهدا يعكس مدى قدرة اسر كثيرة على استغلال طفولة ابنائهم ورسم مستقبل مظلم لهم كونهم لا يعيشون طفولتهم اسوة بباقي الاطفال فيتسربون من المدارس ولا يشعرون بالاطمئنان النفسي والحياتي.
المفضلات