في كلمة اتسمت بالجدية والحزم والقراءة الدقيقة والعميقة لتفاصيل المشهد العربي وتحديدا لأولويات جدول أعماله التي يجب ان تؤخذ في عين الاعتبار وان تحظى بالاهتمام، اضاء جلالة الملك عبدالله الثاني في القمة العربية التي بدأت اعمالها امس في العاصمة القطرية الدوحة على مسألتين متفجرتين تنذران بكوارث وتداعيات خطيرة اذا لم تعالجا بحكمة وبعد نظر وواقعية تلحظ الاسباب التي ادت الى وصولهما الى هذا المنحنى الخطر الذي باتتا عليه..
الاولى وهي الهاجس الاردني الاول والدائم للمضاعفات الخطيرة للصراع العربي الاسرائيلي وعدم ايجاد حل عادل ودائم له، ما يعني ان الوقت قد حان لأن ينهض المجتمع الدولي بمسؤولياته وان يضاعف من جهوده لاعادة الثقة بين الفلسطينيين والاسرائيليين وبما يمكّن ايضا من معالجة جميع قضايا الوضع النهائي الأمر الذي يجب وبالضرورة ان ينتهي بقيام دولة مستقلة قابلة للحياة وفق خطوط العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفق حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وممارسة الضغوط الحقيقية والجادة على اسرائيل لوقف اجراءاتها أحادية الجانب وبخاصة في تواصل الاستيطان هذه السياسة الرامية الى تغيير هوية القدس وتفريغها من سكانها وتهويد الأماكن المقدسة والهادفة في النهاية الى فرض أمر واقع جديد في ساحات القدس وجنباتها..
وضع جلالة الملك كعادته دائما الحقائق أمام القادة العرب بلا رتوش او مجاملات او تعميم وبالتالي بات مطلوبا المبادرة بعمل جماعي الى مواجهة العديد من التحديات التي تواجه المنطقة العربية دولها والشعوب سواء في ما خص الأوضاع المأساوية في سوريا والتي تأخذ منحى متصاعدا ينذر بمواجهات اقليمية قد تؤدي الى نتائج كارثية كذلك في ضرورة التعاطي بمسؤولية مع التحديات التي تواجهها بعض الدول الشقيقة لترسيخ أمنها واستقرارها واعادة بناء ما تم تدميره..
ولأن الأزمة السورية ذات تأثير مباشر متعدد الابعاد والمخاطر والاعباء على دول الجوار وفي شكل خاص على الاردن الذي استقبل موجات من اللاجئين السوريين تدفقت بأعداد مرشحة لأن تلامس المليون لاجئ ما يخلق المزيد من الاعباء والارهاق على الاقتصاد الوطني والخدمات والمرافق العامة الأمر الذي يستوجب تقديم المزيد من الدعم المادي واللوجستي لتمكين الاردن من الاستمرار في تقديم خدماته للاجئين السوريين..
من هنا ايضا جاءت الدعوة الاردنية الى ضرورة مشاركة جميع الاطراف في ايجاد حل سياسي شامل للأزمة السورية تنهي معاناة الشعب السوري وتضع حدا للعنف وسفك الدماء لتؤكد على ما كان جلالة اللمك قد دعا اليه عند اندلاع الازمة وقبل دخولها هذا المنعطف وهي ان الحل السياسي هو السبيل لمنع ذهاب الاوضاع في ذلك البلد العربي الى الفوضى والمجهول..
جملة القول ان جلالة الملك دعا بالحاح واصرار العرب جميعا لدعم جهود الاردن في حماية القدس ومقدساتها الاسلامية المسيحية مع التأكيد وتذكير الجميع بأن الاردن سيواصل القيام بواجبه الديني والتاريخ لحماية مقدساتها وتثبيت صمود سكانها والتصدي لمخططات التهويد وتغيير معالمها الحضارية والتاريخية العربية والاسلامية وبتنسيق مع الأشقاء في دولة فلسطين..
انه واجب شعبنا وبلدنا وقيادتنا وهو واجب سنواصل القيام به..
المفضلات