عمان – سهير بشناق -وجه طفل يبلغ من العمر 8 سنوات سؤالا لوالدته مفاده انه يريد ان يعرف كيف اتى الى الحياة ، فلم تتمكن والدته من اجابته كونها لا تملك الوسيلة الصحيحة لايصال المعلومات اليه فاكتفت باجابة تقليدية لكثير من الاسر ، ليحاول الطفل ايجاد اجابة اخرى شاركه بها زملاؤه بالمدرسة .
الاجابة عن تساؤلات الاطفال في عمر معين لا تتعامل معها الاسر كما يجب ليس بسبب جهل الاسر لكن لعدم الرغبة باعلام الابناء عن جوانب في الحياة نعتقد انهم لا يزالون صغارا عليها وان عقولهم لا تستوعب هذه المعلومات في عصر التكنولوجيا وشبكات التواصل الاجتماعي وحرية المعلومات التي اصبحت متاحة لكثير من الابناء وحتى الصغار منهم .
الدكتور هاني جهشان مستشار الطب الشرعي والخبير في مجال الوقاية من العنف لدى مؤسسات الأمم المتحدة يرى ان الادبيات العلمية في هذا المجال اثبتت ضرورة ان يقوم الوالدان والمدرسة بدور التوعية وتحمل المسؤولية اتجاه الطلاب من خلال ايصال الثقافة للطلاب وخاصة المراهقين منهم، الإ أنه عادة ما تكون هناك معارضة شديدة، من قبل الوالدين ومن قبل الجماعات المتزمتة في المجتمع، فيجب أن يتم تنفيذ برامج التثقيف الجنسي بشكل رسمي في المدارس وخاصة الحكومية منها.
واضاف انه في المجتمعات المحافظة يتجنب أفرادها الحديث عن مواضيع الثقافة ونادرا ما يتم تثقيف الطلاب بها أو بأي معلومات متعلقة بالحياة الجنسية كون هذه المجتمعات تفترض أن الحديث في هذه المواضيع هو من المحرمات وتشير معلومات حول جرائم الشرف ان 78 % منها ناتجة عن الاعتداءات الجنسية التي تتعرض لها الفتاة وان 40% من هذه الاحصائية ترتكب على يد افراد محيطين بالاسرة او من داخلها اي انهم ليسوا غريبين على الفتاة .
ويرى اخصائيو علم اجتماع ان سبب ازدياد هذه الجرائم المسماة بجرائم الشرف يعود لضعف بالتنشئة الاجتماعية الاسرية داخل البيوت وتنشئة الفتيات والشباب بطريقة خاطئة بحيث تغيب التوعية الجنسية عن حياتهم والتي تلعب دورا هاما خاصة ان جاءت عن طريق الاهل وبطريقة صحيحة .
المفضلات