من لم يسبح في عينيها
مثلي كيف له أن يغرق
من لم يحلم بعذوبتها
دهرا كيف له أن يعشق
من لم يمرح في جنتها
ما كان حريٌ أن ُيخلق
تُشعِل أشواقي نسمتها
بسمتها فردوس أغدق
أعجبني فيها جوهرهـــــــــا
فهي الأصفى وهي الأذوق
وهي الأنقى في داخلها
وهي الأوفى وهي الأصدق
إيثـــارٌ حــــقٌ مبدؤها وعطاءُ موفورٌ مسبق
كرمٌ عربيٌ في دمها
ونداها نهر يتدفق
نبضات القلب تعانقــــــــها
أحلامي كادت تتحقق
تشرق من ذاتي بهجتها
نور دري يتألق
عاشقة قلبي يعشقها
حبي يجرفني للأعمق
حائرة لولا عيناها
تغرقني في بحر أعمق
لو لم تحرقني نظرتها
ما طال عذابي وتعمق
لو لم تسحرني طلتها
ما طار صوابي أو حلق
لو لا شك في عالمها
ما تركت قلبي يتمزق
ستحطم نفسي ذكراها
تركتني في نفق مغلق
تخشى أوهاما تخنقها
وكأن ظلاماً قد أطبق
فعيون الكون تلاحقها
وكلام الناس هو الأوثق
ما أتعسني في صحبتها
نظرتها للدنيا أضيق
كالثلج القطبي قبلتها
وعواطفها صفر ٌمطلق
وجليد الدنيا يجعلها
عاصفة من ثلج يحرق
لو لمست خدي لفحتها
لتصدع خدي وتشقق
عبثاً حاولت أذوبها
وكأني أســـــتاذ أحــــــمق
ببرودٍ تحرق موعدها
إن لها قلب لا يشـفق
قلب حجريٌ يحكمها
جلمود من صخر أبلق
جرحي مفتوح هيت لها
روحي بهواها تتعلق
تسكن أعماقي صورتها
حُفرت في قلبي كالخندق
أتفهم جداً موقفها
سأذوبها مثل الزئبق
حتى يتجلى معدنها
ويزيد بريقاً يتفوق
وتعود بدفء أشعتها
كالشمس على بحرٍ أزرق
فأذوب هوًى من رقتها
وأصير كطفل لا يقلق
أبني قصراً في شاطئها
وأخوض البحر بلا زورق
أحزم أمتعتي أتبعها
وأطير كعصفور أخرق
شوقي سيبدد رعشتها
وترفرف مرحاً كالبيرق
هنوني ذابت صخرتها
وانصهرت شوقاً بل أشوق
وانهمرت حباً أدمعها
بأريج الكاذي والزنبق
للكاتب / حسين السيـــاغي
المفضلات