الطفيلة - أنس العمريين - أدى ظهور النمل الابيض « الأرضة» في مناطق مختلفة من محافظة الطفيلة، الى مشكلة تؤرق سكان المحافظة وتسبب لهم خسائر مادية كبيرة، حيث شهدت العديد من مناطق المحافظة هجمات لأسراب كبيرة تعدت خطورتها الإضرار بالأثاث الخشبي بالمنازل إلي حفر أنفاق أسفل أساسات المباني ومحاولة الاضرار حتى بالخرسانه الأسمنتية.
وهدد النمل الأبيض بعض السكان في مناطق وادي زيد والتين والبقيع والبرنيس وبعض المحاصيل الزراعية في منطقة البربيطة وقنان الثوابية في الطفيلة، برحيلهم عن مساكنهم لإهمال الجهات المختصة مواجهة الخطر الداهم، ما أشعل الغضب لديهم من عدم توفير المبيدات اللازمة للقضاء علي الحشرة، وارتفاع اسعار العلاج اللازم لمكافحته في الصيدليات البيطرية.
وأشار مساعد مدير زراعة الطفيلة المهندس انس القيسي إلى عدم توفر العلاج المستخدم في مكافحة النمل الابيض في مديرية الزراعة، وان مسؤولية مكافحته تقع على عاتق مركز البحوث الوطني ووحدة الارشاد الزراعي في المحافظة.
واوضح رئيس قسم وحدة الارشاد الزراعي في الطفيلة المهندس عزالدين العطيوي، أن النمل الأبيض يعتبر من أخطر الآفات الحشرية التي تصيب الأخشاب ومنتجاتها كذلك الأشجار والمحاصيل الزراعية، كما تصيب المنازل والأخشاب المصنعة والأثاث والأرضيات الخشبية، وتنتشر الإصابة بالنمل الأبيض في بعض المناطق في الطفيلة، وتسبب خسائر فادحة بآلاف الدنانير، بالإضافة إلي أن النمل الأبيض حشرة اجتماعية تعيش في مستعمرات كبيرة تتكون من عدة ملايين من الأفراد ذات ألوان بيضاء أو مائلة للصفرة حيث تسكن التربة والأخشاب وتتأقلم بعض هذه الأنواع الخطيرة مع المعيشة داخل المنازل مسببة دمارا شديدا لكل ماهو خشبي داخل المنازل خلال وقت قياسي منذ بدء الاصابة.
واضاف يقول إن النمل الأبيض يتغذى علي الأخشاب والمنتجات الخشبية التي تحتوي علي مادة السليلوز, حيث يستطيع هضم السليلوز بسبب وجود كائنات دقيقة أولية داخل القناة الهضمية تمده بالإنزيمات اللازمة للهضم، وبالرغم من أن النمل الأبيض ذو جسم رخو إلا أنه مزود بأسنان صلبة يستطيع خلالها تقطيع الأخشاب والتغذية عليها.
وقال العطيوي ان هذا النوع ينتشر أساسا في المناطق الزراعية ويتأقلم في المدن مع المباني الخرسانية والعمارات المقامة على الأراضي الزراعية، حيث ينجذب للرطوبة الناشئة في الجدران عن تسرب المياه من مواسير وخزانات المياه والصرف الصحي ثم يقوم ببناء مستعمراته تحت سطح المبني أو تحت الأرضيات، كما أنه يحتل الفراغات الموجودة في طوب الحوائط الأسمنتي المفرغ ويمد أنفاقه داخلها ليصل إلي الأبواب والنوافذ، وعندما تشتد الإصابة يمكن مشاهدة أنفاق النمل الابيض على جدران المباني من الخارج ومن الداخل
وعن ابعاد هذه المشكلة وعلاجها قال العطيوي « ان النمل الابيض انتشر داخل بعض البيوت السكنية خاصة بمنطقة البرنيس والبقيع ووادي زيد في الطفيلة، وذلك بناء علي شكاوى المواطنين التي تلقتها وحدة الارشاد الزراعي وقد تمت معاينة البلاغات وتوفير المبيدات اللازمة للمكافحة بالمجان، وان حجم المشكلة ليس بالحجم الكبير ولكن هذا لا يمنع من ضرورة مواجهتها فورا حتي لا تتحول الي كارثة، لذلك عند تلقي اي بلاغ يتحرك المسؤولون فورا للتعامل مع جيوش النمل وبدء برنامج للمكافحة.
وأشار العطيوي الى ان وحدة الارشاد الزراعي في الطفيلة قامت بعقد العديد من وورش العمل والندوات والدورات حول خطورة هذه الحشرة وسرعة انتشارها، حيث تم اقتراح توصية بضرورة وضع مبيد النمل الابيض «الأرضة» مع خلطات الاسمنت في عمليات البناء كشرط اساسي لترخيص المباني من قبل البلدية كما يحدث في العراق .
وكان مواطنون إشتكوا من انتشار اسراب النمل في المنازل والمزارع، وقال المواطن احمد عيسى من سكان منطقة وادي زيد « نعيش معاناة مستمرة لأكثر من ٦ أشهر بسبب خطر آفة النمل الأبيض الذي يهدد مساكننا بالتلف، حيث تكمن خطورته في أنه يعمل في باطن الأرض، مما تصعب رؤيته ومقاومته».
وأضاف»عجزنا عن إبادته والحد من خطورته فهو وباء لا يترك أي شيء مصنـّع من الخشب، وبذلك أحدث تلفاً في جميع الممتلكات من الأثاث في المنزل «.
وأوضح المواطن محمد سلامة من سكان منطقة البرنيس والذي تعرض منزله الى هجوم النمل الابيض، أن الحشرة تنتشر بسرعة وتتكاثر وتحول كل ماهو خشب إلي تراب، مؤكداً أن المواطنين فشلوا في مكافحتها لارتفاع أسعار تكاليف المقاومة، مشيرا إلي أن سعر اللتر الواحد من العلاج يصل إلي (15) ديناراً، حيث لا يغطي اللتر الواحد مساحة ثلاثة أمتار من المنزل، مطالباً بسرعة التحرك للقضاء علي الحشرة الفتاكة.
وقال المواطن انس المحاسنة أحد سكان منطقة البقيع ، إن أول ظهور لهذه الحشرة كان منذ خمسة أشهر، حيث قامت ( الحشرة ) بإتلاف اثاث مدرسة الطفيلة الثانوية للبنات، وقضت علي جميع ما بها من أثاث مؤكداً أن المسؤولين بالمدرسة قاموا بمكافحة انتشار النمل الابيض بالتعاون مع قسم الارشاد الزراعي في الطفيلة.
واضاف « أن خطورة الحشرة تزداد يوماً بعد يوم وتزداد مساحة عملها عن طريق انتقالها بسرعة البرق من منطقة لأخرى دون تدخل حقيقي من المسؤولين، مما يهدد اكثر من (60) أسرة من سكان منطقته».
رد مع اقتباس
المفضلات