*** هناك تقدم ..... ولكن ....... !!! ***
هناك تقدم ، فعلاً ، في الموقف الأميركي من الموضوع الفلسطيني كانت أبلغته وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس الى الفلسطينيين والإسرائيليين خلال زيارتها الأخيرة الى المنطقة وهي ، أي رايس ، طلبت ان يتم وضع خــارطة إطارٍ ، على أساس مقــررات '' أنابوليس '' المعروفة قبل إجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في الثالث والعشرين من الشهر ، ليعلنها الرئيس جورج بوش في هذا الإجتماع كإنجاز لإدارته قبل رحيلها بالنسبة لعملية السلام في الشرق الأوسط .
هذا التقدم جاء في هيئة ثلاثة تأكيدات غير قابلة للإعتراض والمراجعة هي : أولاً ، إن حدود الدولة الفلسطينية المستقلة هي حدود ما قبل حرب حزيران ( يونيو ) العام 1967 وأنه إذا أستثنيت نسبة ضئيلة لا تزيد عن ثلاثة في المائة من مساحة الضفة الغربية فسيتم تبادلها مع الإسرائيليين بأراضٍ مساوية لها في القيمة والأهمية .
ثانياً ، إن القدس الشرقية تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الأراضي التي أحتلت في الحرب الحزيرانية هذه وأن الكتل الإستيطانية تشكل عقبة في طريق عملية السلام وأنه لا بقاء لأي وجود عسكري أو أمني في الأراضي التي ستقوم فوقها الدولة الفلسطينية وهي الأراضي التي أُحتلت في العام 1967 .
ثالثاً ، إن الأراضي المشاطئة للبحر الميت والممتدة في إتجاه القدس وفي إتجاه أريحا هي أراضٍ فلسطينية محتلة ولا يحق للإسرائيليين وضع اليد عليها لا لأسباب أمنية ولا لأسباب عسكرية ولا لأسباب تتعلق بالبيئة والمحميات الطبيعية .
وبالطبع فقد أكدت وزيرة الخارجية الاميركية ان الدولة الفلسطينية المستقلة التي ستقوم وفقاً لهذه المواصفات يجب ألا تشكل أي خطر لا أمني ولا عسكري على الدولة الإسرائيلية وبأي شكل من الأشكال .
وهكذا فإن هذه هي القضايا التي تدور حولها المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المكثفة التي وصفها أحمد قريع ( أبو علاء ) بأنها صعبة وأن الأمور التي تتناولها في غاية الأهمية والصعوبة وهنا فإن ما هو جدير بالذكر أولاً : أن الفلسطينيين متمسكون بوجهة نظرهم الثابتة المعروفة بالنسبة لموضوع القدس واللاجئين وثانياً : ان الأميركيين يشاركون مشاركة مباشرة في هذه المفاوضات من خلال مسؤول كبير في الخارجية الأميركية .
إن هناك تقدماً في الموقف الأميركي لاشك فيه وأن المشاركة الأميركية المباشرة في المفاوضات تعني ان هناك إصراراً على تحقيق إنجاز فعلي وحقيقي قبل إجتماع الجمعية العمومية في الثالث والعشرين من هذا الشهر لكن الفلسطينيين وهذا يجب ان يقال غير مطمئنين الى ان الأمور ستبقى تسير في الإتجاه الصحيح ولذلك فإنهم يطالبون الأميركيين بإلتزام مكتوب وموثق ويطالبون بضمانات دولية كي لا يكون هذا الإنجاز مجرد قنبلة دخانية للتغطية على رحيل إدارة بوش ولإعطاء الجمهوريين دفعة في معركة الإنتخابات الرئاسية .
لاشك في ان هناك تقدماً في الموقف الأميركي لا يمكن إنكاره لكن المشكلة تكمن في ان هذا التقدم جاء متأخراً جداً وجاء بينما الأطراف المعنية الثلاثة : الأميركيون والإسرائيليون والفلسطينيون تعيش أسوأ الظروف فهذه الإدارةالأميركية راحلة بينما نتائج الإنتخابات الرئاسية لاتزال في بطن الغيب وهذا الوضع الإسرائيلي ليس وضع التوصل الى حلول فعلية وحقيقية أما الوضع الفلسطيني فإنه أسوأ وضع مرت به القضية الفلسطينية على مدى تاريخها الطويل .
جريدة الراي
صالح القلاب
المفضلات