خاتم ذهب وصور وإفطار على السطوح
طقوس خاصة ترافق صيام الأطفال الجزائريين لأول مرة!!!!!!!
يحتفل الجزائريون بصيام أطفالهم لأول مرة ويحظى الأطفال "المرشحون" للصيام ذكورا وإناثا باهتمام خاص من طرف العائلات قبيل حلول شهر الصيام، حيث يتحول الأطفال إلى "أمراء" يأمرون وما على الوالدين سوى تنفيذ الرغبات.
ولو أن حر هذا العام حرم الكثير من الأطفال من صوم رمضان في أيامه الأولى، إلا أن ذلك لم يمنع "الشجعان" منهم من تحمل مشقة عدم شرب حليب الصباح بالبسكويت أو "الكسرة" وهي نوع من الخبز.
وفي عادة الجزائريين عموما، عندما يبدأ الطفل الصوم أن تعطى له عند أول إفطار جرعة ماء مخلوطة بماء الزهر، وبعدها تعطى له حبة تمر واحدة، وبخصوص الأكل لا يتم إجبار الطفل على تناول وجبة معينة بل يترك له الاختيار، فيتحول إلى "ملك" حول مائدة رمضان يأمر فيطيع الوالدان أمره.
"سمو نفوس" الأطفال
وفي بعض أحياء العاصمة، تقدم العائلات للأطفال بيضة يأكلها الطفل فوق سطح المنزل، في مشهد "يوحي بسمو نفسه"، وهناك من العائلات الميسورة من تلجأ إلى تصوير أول يوم من الصيام قبل وبعد الإفطار، ويتم التركيز على مشاهد التعب البادية على الطفل الصائم وعلى مشاهد الفرح بعد فطره وذهابه للمسجد ويسألونه عن شعوره وهو صائم.
وفي منطقة القبائل، تقدم للأطفال الصائمين حلوى تسمى "أطمين"، وهي عبارة أكلة تصنع من زيت الزيتون والسكر والطحين، أما في ولاية سطيف مثلا فيعطى للطفل خاتم من الفضة أو الذهب يوضع داخل كوب من الماء الممزوج بالسكر، وفي غرب البلاد تشتري العائلات لباسا تقليديا لأطفالها الصائمين ابتهاجا بهم كما هو الحال في ولاية سيدي بلعباس.
أما في ولاية البليدة، فتقوم الطفلة التي تستعد للصوم بجولة في السوق رفقة والديها تشتري خلالها لوازم الصوم وكأنها عروس ستزف، وبعد الإفطار يتم إجلاسها بين النسوة بعدما تغير ملابسها.
وفي هذا السياق، تقول السيدة "سعاد عزوز" متحدثة لـ" العربية نت" إن ابنتها نادية ذات الثماني سنوات، عندما صامت لأول مرة أعطت لها مشروب "الشيربات" وهو عبارة عن ماء باليمون والسكر والقرفة، واشترت لها هدية لتشجيعها وقامت بإجلاسها حول المائدة بينها وبين والدها تعبيرا عن الاهتمام، ونقلت السيدة عزوز عن ابنتها التي تدرس في مدرسة خاصة بالعاصمة أن "مسؤولي المدرسة يقدمون لهم الأكل، الأمر الذي حرك فيها رغبة مشاركة زملائها، قبل أن تتذكر أنها صائمة ويجب عليها إكمال يومها الذي مرّ شاقا".
وسادة ملكية
من جهته، يقول الصحفي صلاح الدين بلعباس إن ابنته صبرينال صامت لأول مرة 4 أيام وعمرها 5 سنوات فقط، مضيفا أنه قام رفقة والدتها بوضع الصبية داخل قصعة وأفرغ على رأسها حلوى وفول سوداني ومكسرات متنوعة.
ويتابع صلاح الدين قائلا إن "صبرينال في اليوم الأول لصيامها طلبت مني ومن أمها حملها كالملكة ووضعها فوق سريرها، وهذا ماكان لها، كما طلبت بوضع وسادة تحت أرجلها بعدما أحست ببعض التعب وهو سلوك ملكي بامتياز كما ترى"، يقول الوالد صلاح الدين.
أما د.رشيد حميدي، فعبر عن رأيه في صيام الأطفال الصغار، بالتنبيه لأهمية ألا يصوم الطفل الذي يبلغ من العمر سبع سنوات مثلا النهار كاملا، فالأفضل حسبه "أن يصوم صيام العصفورة، حيث يفطر ويصوم في اليوم الواحد"، وذلك بتعويده على الصوم لمدة أربع ساعات في اليوم الأول ثم يشرع أولياؤه في زيادة الساعات بالتدريج حتى يعتاد جسمه على الصوم.
منقوووووول
المفضلات