الفن وعلاقته بواقع الأمم والشعوب وتطلعاتها ، والفن من الأدوات غير المباشرة لقياس نبض الأمم ، وربما ينفصل الفن عن الدولة ولكن لا يمكن فصله عن الجماهير ، كون الدول بمعنى القوة المسيطرة على أمة ما قد تنفصل في أجندتها عن متطلبات الجماهير كما في الحالة السورية حالياً .
لا يمكن التقليل أبداً من تأثير الفن على الواقع السوري وفضحه للفساد ومناداته بالحرية حتى قبل بزوغ شمس الثورة السورية ، فأنت عندما تشاهد مسرحيات دريد لحام ومرايا ياسر العظمة وأعمال محمد الماغوط على سبيل المثال ، تكون قد بدأت تبذر تلك البذور على طريق الثورة ، بغض النظر عن المواقف الشخصية لمن قام بهذه الأدوار .
السينما الأمريكية بدورها كانت واقعية حتى بأفلامها التي تحاكي الخيال ، فهي تنصهر مع الحلم الأمريكي في الحرية والسيطرة وعكس القوة سينمائياً ، ورسم الأحلام لمزيد من التطور في المجال التقني وغيره .
بدورها السينما الهندية ورغم الخيال الذي يغلف أكثر أفلامها قدمت واقع الهند بين المأساة والحلم ، فهي أمة المليار الموزعين بين جائعين ومشردين وبين عالم المرفهين فهي تعكس البون الشاسع الذي يفصل بين الطبقات ، وتم تقديم أجمل صورة لهذا الفرق والصراع في عمل شاهدته عدة مرات للفيلم الهندي " المليونير الصعلوك "slumdog millionaire " والذي فاز بالأوسكار .
ولا يمكن إغفال الدور الطائفي الذي لعبه الفنانون الشيعة في الوطن العربي ، ولنعرج على الأعمال المسرحية الكويتية قليلاً : ربما كلكم شاهدتم مسرحيات عبد الحسين عبد الرضا " سيف العرب " والذي ركز على تقزيم وتحقير شخصية صدام حسين ، كما أن مسرحيته الشهيرة "باي باي لندن " ركزت على تحقير عرب البترول وتصوير طموحاتهم على أنها تقتصر على الجنس والخمر ، بينما لم يقم هذا الفنان بأي عمل ينتقد إيران برغم المآسي التي سببتها ؟
فهل توافقونني على دور الفن في البناء والتدمير ؟
المفضلات