كتب - صلاح العبّادي- منذ نحو العام والنصف تقريباً والحركة الاسلامية تتخبط في قراراتها، وهي تعاني من الفشل في إداراة أزماتها، التي تصدرها إلى الشارع من خلال مسيرات وفعاليات لم يكتب لها النجاح.
منذ أيام قليلة طالب وزير الخارجية ناصر جودة من الحركة الاسلامية بالتوسط لدى الحكومة المصرية لضمان وصول الغاز المصري الى الاردن دون انقطاع.
حديث الوزير جودة الذي جاء في برنامج حواري متلفز فهم منه التهكم على الحركة التي أخذت تتخبط في قراراتها، للخروج من الازمة التي تعيشها؛ خصوصاً وأنها تقترب من التنظير وتبتعد عن الواقع في كثير من طروحاتها التي تهدف اضفاء شيء من الضبابية على المشهد السياسي لابعاد الانظار عن الازمات التي تعصف بها.
نائب المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين زكي بني ارشيد قال في تصريحات صحفية أن الحركة الاسلامية سترسل وفدا الى القاهرة برئاسة المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين همام سعيد؛ لبحث ازمة الغاز لضمان تزويد المملكة في الغاز المصري دون انقطاع، وهو الامر الذي دفع المكتب التنفيذي في الجماعة إلى عقد اجتماعا مطولا بدأوه الساعة الواحدة والنصف من ظهر امس وحتى الساعة الخامسة مساء، قرروا في نهايته الغاء الزيارة.
قرار المكتب التنفيذي بإلغاء الزيارة جاء عقب تصريحات صحفية للأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر الدكتور محمود حسين الذي تحدث عن زيارة قيادات الحركة الاسلامية في الاردن لمصر وقال إن ملف الغاز المصري ليس مدرجا في نشاط مكتب الإرشاد مع قيادات الإخوان بالأردن ثم العودة عن الحديث لإلغاء الزيارة..
وبين حسين «إن الجماعة لا علاقة لها بالزيارة التى سيجريها عدد من قيادات الإخوان بالأردن للقاهرة، والزيارة تأتي لبحث إمكانية تزويد بلادهم بالغاز المصرى المنقطع منذ توقف تصدير الغاز إلى إسرائيل».
وأكد حسين في التصريحات التي تداولتها الصحافة المصرية أن قرار تصدير الغاز المصرى يخص الحكومة المصرية وحدها ولا علاقة للجماعة به.
الحركة الاسلامية تحاول التستر وراء غطاء لاخفاء خلافاتها عن المشهد السياسي، لاسيما وأن التنظيم الدولي للاخوان المسلمين المتمثل في المرشد العام للجماعة في مصر قرر حل المكتب التنفيذي لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن الذي انتخب في شهر ايار الماضي، واعادة تشكيله بما يتوافق مع اختيار اعضاء من التيار الأقل تشدداً داخل الجماعة التي تعيش مأزقاً داخلياً كبيراً إثر انقساماتها.
هذا القرار جاء اثر رياح عصفت بالجماعة، عقب خلافات وصلت التنظيم الدولي وتدخلات من قبل قيادات توصف بـ»الاقل تشدداً»، والشكوى من سيطرت المتشددين في الجماعة على القرارات.
كما أن قيادات اخوانية تذمرت لدى التنظيم من توظيف المال السياسي لدى قيادات للاستحواذ على مناصب قيادية دون وجه حق، بعيدا عن المنافسة الشريفة.
الغاء زيارة قيادات اخوانية الى القاهرة عقب ردة الفعل التي تلقوها من الجانب المصري ما هي الا غطاء حاولوا التستر خلفه، لابعاد الانظار عن الغاية من الزيارة التي كان هدفها غير المعلن مناقشة قرار حل المكتب التنفيذي.
قيادي اخواني اكد في حديث لـ»الرأي» قُبيل الغاء الزيارة ان قضايا اخرى ستبحث من قبل الوفد، وهو ما يؤشر إلى أن الغاية من الزيارة الملغاة لم يتصل بموضوع توريد الغاز المصري.
المفضلات