الموضوع التالي منقول من موقع تنفيسالسبت ,29 تشرين الأول 2011 10:01 م
كتب كامل النصيرات : دريد لخّام
دريد لخّام
كان اسمه ( غوار ) ..وصاحب مقالب ساذجة ..لكنها بريئة و مسلية ..وفي زمن ليس فيه تلفزيونات في البيوت العربية ..أصبح دريد لحام نجماً لندرة النجوم ..إلى إن جاء آخر انقلاب عسكري في سورية ..وجاء دريد لحام بعدها بلبوس جديد ..لبوس السياسي الجريء ..الذي يطرح أفكار الشارع العربي..و أتكأ على عبقرية محمد الماغوط في تقديمه كأهم فنان سياسي في الوطن العربي أجمع ..فأضحك ( غوار ) بعدها و أبكى ..و ركزوا معي على جملة ( أضحك و أبكى ) ..!
ومنذ اللحظة التي أعلن فيها دريد لحام في عام 1990م عن انحيازه التام للنظام السوري وقال جملته الشهيرة ( كويت الجرح ) ؛ فشلت كل محاولات دريد في العودة إلى حضن الفن السياسي ..لأنه انحاز وقتها إلى النظام و ليس الشعب ..فأضحك حينها و لم يبك..!!
وفي الأشهر الأخيرة ..وحين اندلعت ( الثورة أو الانتفاضة أو الاحتجاجات ) السورية ( سمّوها ما شئتم ) ..أراد المواطن العربي أن يبحث عن موقف دريد لحّام ..ولكن دريد لم يجعل المواطن العربي يبحث طويلاً ..فسرعان ما خرج إليه ..وقال له بوضوح : أنا مع قتل الشعب ليبقى الرئيس ..!!
كنتُ دائما أصرّ على أن دريد لحام ليس سوى ( دريد لخّام ) ..فقد لخم الناس و أوغل في إلخامهم إلى درجة صارت الناس تدهش لما يصرّح به كل يوم و الثاني ..فالرجل و إن وصل إلى أرذل العمر و لكنه يصرّ على طعن وجدان الناس ..ويصرّ على سحب كل صوره الجميلة صورة صورة من ألبومات قلوبهم ..لذلك ..فهو الآن : أضحك و أبكى ..ولكنه هذه المرّة أضحك الناس عليه بعدما أعادوا اكتشافه بشكل صحيح ..وأبكاهم على أنفسهم التي انخدعت به ذات يوم ..!!
و أعتقد أن ( مليون كرت غوّار ) لن تعيد إلينا مقالبه الساذجة البريئة ..لأنه أكبر مقلب في حياتنا ..!
المفضلات