تؤشر اللقاءات التي تجمع جلالة الملك عبدالله الثاني بوجهاء وشخصيات عامة وفعاليات مدنية وشعبية في الاونة الاخيرة والتي تأخذ طابعاً محدوداً نظراً لطبيعة المناسبة حيث يزور جلالته دارة احد الاردنيين في مدن المملكة, الى الاهمية التي يوليها جلالته للقاءات وحوارات كهذه, تكون مفتوحة وصريحة وتتناول قضايا وطنية ملحة وعاجلة او تحتل اولوية على جدول الاعمال الوطني مثل موضوع الانتخابات النيابية ومسيرة الاصلاح والاوضاع الاقتصادية المحلية والقضايا والملفات الاقليمية كالازمة السورية على سبيل المثال وانعكاساتها على الاقليم والاردن اضافة بالطبع الى ما يمكن للحوار ان يتطرق إليه وخاصة ان جلالة الملك يقول على الدوام أنه يريد ان يسمع كل شيء بلا حرج أو تردد بل بالصراحة والوضوح والاسهاب.
من هنا يأتي ما يرشح عن تلك اللقاءات ليؤكد نهج المتابعة الميدانية والتواصل الذي كرسه جلالة الملك في المشهد الاردني والذي يعكس أيضاً طبيعة العلاقة الفريدة القائمة على المحبة والولاء بين القائد وشعبه وفي ما يزيد من الثقة بأننا نسير في الاتجاه الصحيح وان التفاؤل والأمل والرهان على ارادة الاردنيين في تجاوز الصعاب والعقبات التي تواجهنا وبخاصة في المرحلة الراهنة التي يراها جلالته عن حق مرحلة تاريخية يجب وبالضرورة ان نغّلب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية في أي عمل يسهم في تعزيز مسيرة الاصلاح ويوفر الزخم لها بعد ان قطعنا شوطاً مهماً على طريق انجازها والذي تمثل في رزمة القوانين التي اقرها مجلس النواب بعد التعديلات الدستورية وقوانين المحكمة الدستورية والاحزاب والهيئة المستقلة للانتخاب وقانون الانتخاب الذي جرى تعديله ليكون اكثر عدالة وتمثيلاً للمواطنين ومناطقهم كافة عبر رفع عدد مقاعد القائمة النسبية الى 27 مقعدا بعد ان كان 17 مقعدا فقط.
في الاطار ذاته تأتي اشارات جلالة الملك خلال حواراته ولقاءاته مع ابناء شعبه لتضيء على طبيعة وحجم التحديات التي تنتظرنا والتي تستدعي من الاردنيين كافة التعاطي معها وفق منظور المصالح الوطنية العليا وبخاصة في تأكيد جلالته على اجراء الانتخابات النيابية المبكرة قبل نهاية العام وانها ستكون انتخابات نزيهة وشفافة وعلى أقصى الدرجات والمعايير الدولية وهو أمر لا يمكن التهاون فيه او تجاوزه مهما كانت الاسباب والمبررات وكان جلالته واضحاً عندما حسم في حواراته الاخيرة مع ابناء شعبه وليس فقط المقابلة التي اجرتها معه وكالة الصحافة الفرنسية في القول ان نزاهة العملية الانتخابية وشفافيتها خط أحمر.
نحن إذاً نستعد للعبور الى مرحلة تستوجب يقظة وجهوزية شعبية يتحمل الناخب فيها مسؤوليته الوطنية والاخلاقية وينهض بدوره في اختيار المرشح الذي لديه برامج انتخابية واضحة تخدم الصالح العام وتسهم في الارتقاء بالمجتمعات المحلية خدمات وتنمية افقية وعامودية.
جملة القول ان جلالة الملك في حواراته ولقاءاته يحث الاردنيين على تقدم الصفوف والمشاركة في صنع القرارات التي تهمهم وتؤثر عليهم ويضيء على الملفات والقضايا التي تؤثر علينا لاسباب دولية واقليمية مثل الازمة السورية التي تثقل على موازنتنا العامة جراء الالتزامات التي تنهض بها مؤسسات الدولة واجهزتها المختلفة في استضافة الاعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين وهذا يفرض علينا معالجة مختلفة تضع نصب عينيها تغليب المصالح الوطنية على اي مصلحة اخرى والبقاء في مربع اليقظة والجهوزية لمواجهة كل الاحتمالات.
المفضلات