أمير الشعراء أحمد شوقي
رحيل أمير الشعراء أحمد شوقي
فى عام 1932 رحل شوقي عن دنيانا ، وقد كان شوقي
يخشى الموت، ويفزع منه شديد الفزع ، كان يخاف ركوب
الطائرة، ويرفض أن يضع ربطة العنق لأنها تذكره بالمشنقة ،
وكان ينتظر طويلا قبل أن يقرر عبور الشارع ، لأنه كان يشعر
أن سيارة ستصدمه فى يوم من الأيام ، وتحققت نبوءته ،
وصدمته سيارة فى لبنان ، وهو جالس فى سيارته ، ونجا
من الموت بأعجوبة . كما كان يخاف المرض ، ولا يرى صيفا أو
شتاءا إلا مرتديا ملابسه الكاملة وكان يرتدى الملابس
الصوفية فى الشتاء والصيف على السواء .
وعندما مات الإمام الشيخ محمد عبده سنة 1905 م ، وقف
على القبر سبعة من الشعراء يلقون قصائدهم ، أرسل
شوقي ثلاثة أبيات لتلقى على قبر الإمام ، يقول فيها:
مفسـر أي اللـه بالأمس بيننـا قـم الـيوم فسر للـورى آية الموت
رحمت ، مصير العالمين كما ترى وكل هـناء أو عزاء إلى فـوت
هـو الدهـر مـيلاد فشغل فماتـم فذكر كما اتقى الصدى
ذاهب الصوت
وكان أول الشعراء الذين القوا قصائدهم حفني ناصف ،
واخرهم حافظ إبراهيم ، ثم أنشدت أبيات شوقي بعد ذلك .
وحدث أن تنبأ أحد الأدباء : بان هؤلاء الشعراء سيموتون
حسب ترتيب إلقائهم لقصائدهم ، وبالفعل كان حفني ناصف
أول من فقد من هؤلاء الشعراء ثم تتابع رحيلهم بحسب
ترتيب إلقاء قصائدهم على قبر الأمام ، وكان حافظ آخر من
مات ، أيقن شوقي أن اجله قد قرب فاغتنم وحزن.. وسافر
إلى الإسكندرية ، كأنما يهرب من المصير المحتوم … ولكن
هيهات .. فقد مات شوقي فى نفس العام الذي مات فيه
حافظ ، وكان قد نظم قبل وفاته وصيه جاء فيها :
ولا تلقـوا الصخـور على قـبرى
ألـم يكف همـا فى الحـياة حملته
فاحمله بعد الموت صخرا على صخر
المفضلات