شارك المغرب إلى جانب ست دول عربية في مشروع "جرين هاوس Greenhouse" للتدريب على صناعة الأفلام الوثائقية، الذي انتهت أشغاله بالعقبة بالأردن يوم أمس، نشاط وصفته فعاليات حقوقية مغربية بالمشبوه، وأنه يعد تمويلاً إسرائيلياً من أجل التطبيع.
وفي هذا السياق أكد سيون أسيدون، المناضل الحقوقي والمثقف المغربي من أصول يهودية، في تصريح لـ"العربية نت"، أن "جرين هاوس" الجهة المنظمة لهذه التظاهرة تعد مؤسسة صهيونية، مبرزاً أن إسرائيل تشغل المال لتمويل الأفلام لمساعدة المخرجين والمبدعين العرب على تحقيق أحلامهم في إنجاز مشاريعهم وترويجها عبر العالم، لكن ما تعدّه إسرائيل في مطبخها شيئاً آخر في نظره.
وأوضح أسيدون أن الهدف من هذه التمويلات هو محاولة محو كل ما يعلق في أذهان الناس حول ما جرى وما يجري على أرض الواقع، من طرد للمسلمين من أوطانهم ومن اعتقالات واغتيالات وتصفيات طالت وتطال الشعب الفلسطيني بما فيه الأطفال والنساء والشيوخ، معتبراً أن إسرائيل تعتمد مجموعة من الوسائل من أجل إثبات الوجود.
وأضاف أن المشاركة المغربية من خلال المدرسة العليا للسمعي البصري وبعض المخرجين المغاربة في هذه التظاهرة، يتخذ في ظاهره تكويناً فنياً، لكنه في العمق تطبيع فني مع مؤسسات صهيونية رسمية.
نشاط مشبوه
إلى ذلك، عبّر أحمد ويحمان، عضو السكرتارية الوطنية لمجموعة العمل الوطنية لمساندة فلسطين والعراق، والتي تضم أحزاباً يسارية وإسلامية ووطنية ونقابات وجمعيات المجتمع المدني، في تصريح لـ"العربية نت" عن إدانته للمشاركة المغربية في هذا النشاط، الذي وصفه بالمشبوه وأنه يدخل في دائرة التسلل والاختراق الصهيوني والمحاولات اليائسة للتطبيع.
وقال وايحمان إن "الكيان الصهيوني" يركز على المجال السمعي البصري في تسلله وألاعيبه المفضوحة - كما وصفها - لفرض واقع التطبيع، خاصة حين توفر له الحماية من طرف ما سمّاه بعض المواقع المتنفذة.
وأعطى مثالاً لذلك، بتمرير القناة الثانية المغربية لفيلم وثائقي من 87 دقيقة وصفه بالصهيوني ويحمل عنوان "تنغير جيروزاليم" لمخرج فرنسي من أصل مغربي، أثار مؤخراً، ضجة في الشارع المغربي وفي البرلمان وفي الإعلام، واحتجاجات عارمة من طرف جمعيات المجتمع المدني.
مقاطعة أردنية وانسحاب لبناني
وفي رسالة وجهتها الحركة الشعبية الأردنية للمقاطعة، طالبت هذه الأخيرة بإعادة النظر في مشاركة الشباب العربي في جلسات Greenhouse للافلام الوثائقية، وذلك بسبب وجود مخرجين إسرائيليين في نفس الجلسات، مضيفة أن الذي يتحكم في منظلقها ليس الوقوف في وجه هذا الشباب أو رفضها انفتاحه وتفاعله مع العالم، بل لأن المشروع "تطبيعي بامتياز" وهو كغيره من المشاريع التطبيعية ممول بسخاء ليكسر شوكة المقاطعة العربية للكيان الصهيوني خصوصاً في المجال الثقافي.
وأضافت الرسالة "ففي الوقت الذي يقتل فيه أهلنا كل يوم في فلسطين ويتعرض لبنان الى تهديدات وهجمات مستمرة بعد 22 سنة من الاحتلال, وفي الوقت الذي يقف المشروع الصهيوني في وجه كافة حركات التحرر العربية. تسعى Greenhouse بتمويلها الصهيوني الى جمع الشباب العربي مع شباب صهيوني في جلسات ثقافية".
وأكدت أن Greenhouse تقيم نشاطات تطبيعية، وأنه لا يكفي حسب نفس المصدر، أن يشارك فيها مخرجون اسرائيليون، بل هي أيضاً ممولة من الصندوق الجديد لدعم السينما والتلفزيون الصهيوني، ولهذا السبب فقد رفض الأردنيون والأردنيات المشاركة فيه.
واستناداً إلى ما بعض ما يروّج في الشبكة الاجتماعية للإنترنت فإن الوفد اللبناني هو أيضاً انسحب من هذا اللقاء، ولم يتسنّ لنا تأكيد هذا الخبر من مصادر موثوقة.
وتجدر الإشارة إلى أن 15 مشروعاً و22 مخرجاً من الجزائر ومصر والأردن وإسرائيل ولبنان وفلسطين والمغرب وتونس شاركت في برنامج مشروع جرين هاوس لعام 2012، ويعد الصندوق الإسرائيلي الجديد للسينما والتلفزيون The New Fund for Cinema and Television الشريك المؤسس لغرين هاوس.
كما تضمن برنامج الدورة حلقات دراسية تمحورت حول السرد الدرامي والشخصيات الرئيسية. وشارك فيها من المغرب فضلاً عن المعهد السينمائي، كل من كريم ريم ماجيدي وهاجر ساطا وسعيد سعد الدين، كما هو مثبت في موقع المؤسسة المذكورة إلى جانب ملخص عن المشاريع المقدمة باسم أصحابها.
المفضلات