بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
وضع الحديث والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لأسباب :
( أحدهما )
وهو أهمها ما وضعه الزنادقة
اللابسون لباس الإسلام غشاً ونفاقاً، وقصدهم بذلك إفساد الدين وإيقاع الخلاف والافتراق في المسلمين.
( ثانيها )
الوضع لنصر المذاهب في أصول الدين وفروعه فإن المسلمين لما تفرقوا شيعاً ومذاهب جعل كل فريق سيتفرغ ما في وسعه لإثبات مذهبه ولا سيما بعد ما فتح عليهم باب المجادلة والمناظرة في المذاهب،
وليس الوضع لنصرة المذاهب محصوراً في المبتدعة وأهل المذاهب في الأصول، بل إن من أهل السنة المختلفين في الفروع من وضع أحاديث كثيرة لنصرة مذهبه أو تعظيم إمامه، وإليك منه حديثاً واحداً وهو:
(يكون في أمتي رجل يقال له محمد بن إدريس أضر على أمتي من إبليس، ويكون في أمتي رجل يقال أبو حنيفة هو سراج أمتي)
( ثالثها )
الغفلة عن الحفظ، اشتغالاً عنه بالزهد والانقطاع للعبادة،
( رابعها )
قصد التقرب من الملوك والسلاطين والأمراء
( خامسها )
الخطأ والسهو .
( سادسها )
التحديث عن الحفظ ممن كانت له كتب يعتمد عليها فلم يتقن الحفظ فضاعت الكتب فوقع في الغلط
( سابعها )
اختلاط العقل في أواخر العمر
( ثامنها )
الظهور على الخصم في المناظرة لا سيما إذا كانت في الملأ، وهو غير الوضع لنصرة المذاهب الذي تقدم .
قال ابن الجوزي : ومن أسباب الوضع ما يقع ممن لا دين له عند المناظرة في المجامع من الاستدلال على ما يقوله كما يطابق هواه تنفيقاً لجداله، وتقويماً لمقاله، واستطالة على خصمه، ومحبة للغلب، وطلباً للرياسة، وفراراً من الفضيحة إذا ظهر عليه من يناظره.
( تاسعها )
إرضاء الناس وابتغاء القبول عندهم واستمالتهم لحضور مجالسهم الوعظية وتوسيع دائرة حلقاتهم،
( عاشرها )
شدة الترهيب وزيادة الترغيب لأجل هداية الناس
( حادي عشرها )
إجازة وضع الأسانيد للكلام الحسن ليجعل حديثاً
قال حماد بن زيد وضعت الزنادقة أربعة آلاف حديث،فلما أخذ ابن أبي العوجاء ليضرب عنقه قال :
( وضعت فيكم أربعة آلاف حديث أحرم فيها الحلال وأحل الحرام )
( ثاني عشرها )
وهناك من وضع الحديث لإصابة أمر من الدنيا كترويج سلعة مثل قول احدهم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الهريسة تشد الظهر" و ماهو إلا كدب وزور
---------------------
من كتاب "أسباب وضع الحديث واختلاقه"للشيخ محمد رشيد رضا"
منقول
والحمد لله رب العالمين
المفضلات