تونس - منذر الضيافي
أثار تصريح التونسية سهير بلحسن، عضوة الرابطة الأوروبية لحقوق الإنسان، للقناة الفرنسية الخامسة الثلاثاء الماضي، والذي وصفت فيه الحكومة التونسية الحالية، التي يقودها حزب حركة النهضة الإسلامي، بـ"النظام الفاشي"، الكثير من ردود الأفعال في الساحة السياسية التونسية، التي تشهد تنامي للاستقطاب الإيديولوجي بين الإسلاميين والعلمانيين واليساريين.
وكان محاور بلحسن في نفس البرنامج المحلل السياسي الفرنسي ماتيو قيدار Mathieu Guidere قد احتج على توصيف تونس بـ"الدولة الفاشية"، وقال لها إن "تونس ليست ألمانيا النازية"، وأضاف "ما تقوله هذه المرأة هو التطرف بعينه".
وأشار ماتيو الى كون "سهير بلحسن وزميلاتها من الحركة النسائية ليسوا إلا أداة تحركها ليلى الطرابلسي".
كما اعتبر مقدم البرنامج "أن كلام بلحسن يسيء إلى السياحة في تونس"، بعد أن قالت "إن هناك في تونس من ينتظر ليقتل كل من يعترض سبيله".
التيار السلفي
وقد تعددت خلال الفترة الأخيرة اعتداءات التيار السلفي على الحريات العامة والفردية، وذلك في ظل اتهام المعارضة للحكومة بتواصل وجود "رخوة" أمنية في صدهم وتطبيق القانون، رغم تعالي الدعوات بضرورة التحرك لوقف هذه الاعتداءات، التي بدت ممنهجة ومدبر لها، وتستهدف تغيير النمط المجتمعي التونسي، الذي يحظى بإجماع لدى كافة الفئات والشرائح التونسية.
وقد طالت هذه الاعتداءات كل الفضاءات والمنابر، ولم تسلم منها لا دور الثقافة ولا المساجد ولا المنتديات العامة.
كما أنها طالت كل رأي مخالف، حتى وإن كان ينتمي إلى نفس المرجعية الفكرية والعقدية، وخير مثال على ذلك حادثة تهشيم رأس الشيخ عبدالفتاح مورو نائب رئيس حركة النهضة، في ندوة كان يدعو فيها إلى ضرورة التسامح كسبيل وحيد لضمان العيش المشترك.
وكانت للسلفية صولات وجولات في حق المبدعين والثقافة، انطلقت فصولها منذ أشهر، ووصلت إلى حد التدخل بالقوة لمنع العروض الثقافية، وما يعني ذلك من مصادرة للإبداع وحرية التعبير، ورفض لكل أشكال التعابير الفنية والثقافية إلا "الحلال منها".
المفضلات