لأول مرة يتم الاعتكاف في جميع مساجد مدينة مصرية بها 100 مسجد، بعد أن كان ذلك ممنوعًا في عهد النظام السابق، ويحصر الاعتكاف في 4 مساجد فقط بإذن جهاز أمن الدولة.
واعتكف آلاف المصريين في مدينة 6 أكتوبر إحدى المدن الجديدة غرب القاهرة، في نحو 100 مسجد في أحيائها السبع، وبذلك تكون هي المدينة التي يقام في جميع مساجدها الاعتكاف خلال الشهر الفضيل لأول مرة هذا العام خلافًا للأعوام الماضية.
وتنقل وكالة الأناضول للأنباء عن بعض المعتكفين ونائب بمجلس الشورى المصري تأكيدهم أن الاعتكاف يقام العام الجاري بجميع مساجد مدينة السادس من أكتوبر، والتي تقارب 100 مسجد بعد أن كانت محصورة في 4 مساجد قبل ثورة 25 يناير، زادت إلى 30 مسجدًا في العام الأول بعد الثورة.
ويتميز الاعتكاف في المساجد بحسن التنظيم والإشراف، فيقول أحمد حبيب عضو مجلس إدارة الاعتكاف التابع للمسجد والذي تكون العام الماضي: إن الاعتكاف "تميز هذا العام بتنظيمه بشكل أقوى وتنوع فقراته وشمولها نشاطات مختلفة، حيث لأول مرة تقام دورة خلال الاعتكاف للتنمية البشرية وحوارات سياسية، إضافة إلى الفقرات الروحانية والدروس الدينية".
وأوضح أن تحسن الوضع الأمني وزوال المحظورات والحرية التي حصل عليها الشعب، شجَّع الكثيرين على الاعتكاف هذا العام، مشيرًا إلى أنه في السابق كان من يريد الاعتكاف يترك بطاقة هويته ويكتب بياناته، وتأتي موافقة هل من المسموح لك الاعتكاف أم لا.
وأشار إلى وجود اعتكاف منظم للسيدات، حيث يحوي مسجد عماد راغب إضافة إلى 200 معتكف من الرجال 75 معتكفة من السيدات، ينخفض عددهن إلى 15 فترة المبيت مساء.
وعن برنامج الاعتكاف، أوضح أن الشباب يشكلون الشريحة الأكبر لذا يحظون باهتمام أكبر، بحيث يهدف الاعتكاف أن يخرجوا من العشرة أيام ولديهم فلسفة جديدة للعبادة والاعتكاف، مبنية على صناعة تغيير ملحوظ وواضح في شخصيته.
من جانبه، قال صديق عبد المقتدر نائب مجلس الشورى المعتكف بالمسجد: "في عهد النظام السابق لم يكن باستطاعة أحد الاعتكاف إلا القليل، وبعد محاولات عدة كان يسمح فقط بالاعتكاف في 4 مساجد في مدينة أكتوبر كلها، كما أنه كان يضيق على المعتكفين بشكل كبير"، مشيرًا إلى أن هذا المسجد الذي يعتكف لم يكن يسمح بالاعتكاف فيه مسبقًا.
وأضاف: "الآن ولأول مرة يتم الاعتكاف في جميع مساجد المدينة التي تضم 7 أحياء، كل حي به 15 مسجدًا بمجمل 100 مسجد في المدينة".
يذكر أن جهاز أمن الدولة كان يطارد أبناء التيار الإسلامي ويلاحقهم ويضيق عليهم، حتى منعهم جميعهم تقريبًا من الخطابة، وفرض شروطًا على الاعتكاف بالمساجد في رمضان، وظل ذلك ساريًا حتى سقط الرئيس المخلوع في ثورة 25 يناير.
المصدر: الحقيقة الدولية
المفضلات