كان جالساً على ذاكـ المقعد في الطابق الثاني من المكتبة ، هي كانت جالسة قبله على مقعد مقابل، غيمة الامتحانات عمت سماء الكل وموعد الامتحان بعد ساعتين، لا يملك كثير من الوقت لفهم أشياء أشكلت علية في كيمياء الحياة، متوتر هو لحد الارهاق وقد بدت الامور تخرج عن السيطرة ولا يملكـ إلا أن يبذل جل تفكيره وتركيزه فيما بين يديه....
بين تفانيه لاوراقه جاءت لحظة لاشعوريه للنظر حوله ، جو المكتبة خانق الصمت وأعراف المرتادين لا تسمح بأي إزعاج حتى ولو كان وقع خطوات راكض، رفع ناظريه وإلتفت حوله فوجدها كما هي وحيدة تجلس في نفس المكان .نبهته أوراقه بعدم إضاعة أي وقت وكان له ان يستجيب وهم طفقا حتى فتح الله عليه وأزدانت كيمياء الحياة في عقله من جديد...
فرصة لاخذ نفس عميق وطقطقة عظم الرقبة الذي تيبس من التحديق في اوراقه.
رفع ناظريه من جديد لما حوله فوجد عيناها ترمقة بنظرة، خالها نظرةً عابرةً ولم يلق لها بالاً. من جديد جول عينيه بما لديه من اوراق ورتبها مستعدا للخروج...
أمام تلك العجالة قرر ان يسترق نظرة خفيه بدافع الفضول ليتذكر ملامح من حوله، وكانت دهشته من تكرار المشهد نفسه
عينٌ أصابت عين مره أخرى وكم كان لها من وقع في قلبه...
حاول الخروج لكنه آثر البقاء طمعا في صدفة جديدة خاطب نفسه وقد تذكر المعري ...
اراد ان يخاطبها ويهتف بأعلى صوت : كم غازلت صمتي وحدثتيني دون كلام ونطقت الاشياء الصوامت وما كل نطق المخبرين كلام..
يا ألهي كم أتعبه صمت عينيها وأتعبته حرارة روحها العالقة صاهرةً قلبه دون الغليان ..
ذهبت صبابة هيامها أم اتت ؟سيان. لكنها تركت أشواكـ كفها تعلن هزائمة ليهيم بذكرى عيون عزلته وأستحلت الفرح من أيامه فيما بعد...
صمت عيناها وقلبه إستسلام حجر أصم لقانون السكون
صمت بنهم رعونة متعمدة للسقوط في جاذبية الحب دون حساب للمسافات والكتل...
تبادلا نظرات ومنها أحس أنه يشاهد الدنيا من علو شاهق وما عادت تدهشه الاشياء دون إكتراث ومنها ربط قلبه بعينيها متخبطاً في مصير جديد...
خرج من المكتبة نحو قاعة الامتحان وقد تأخر لبعض الوقت ، وجد قاعة الامتحان ودخل .عطف المراقبين لحاله شديد فالوقت قد لا يسعفه لتقديم إجاباته ، أعطوه ورقة الاسئلة على عجل ، وبنظرة عاجله وقراءة سريعة للاسئلة أيقن صعوبة الموقف...
تنهد تنهيده كبيرة وأغمض عينيه، تذكر عينيها وكانت بمثابة وحي نزل للاجابات... كتبها بكل سهوله وخرج متيقنا انه من درس عينيها فهم كل كيمياء الحياة....
المفضلات