كتب : فيصل ملكاوي - قرار جماعة الاخوان المسلمين مقاطعة التسجيل للانتخابات النيابية الى جانب مقاطعتها ترشيحا وانتخابا هو تعبير صارخ عن اسوأ مظاهر العدمية والاستهداف لمشروع الاصلاح الاردني برمته وبكافة مفاصلة وليس الانتخابات النيابية وحسب التي تشكل احد اهم ركائز هذا المشروع الاصلاحي الشامل .
تثبت كافة الوقائع ان الاخوان المسلمين في الاردن قد وضعوا مسبقا اجندة يقع على راسها اشاعة اجواء التازيم المستمر في البلاد واضفاء الشكوك والسودواوية على أي خطوة تتخذ من الدولة ومؤسساتها سواء على صعيد الاصلاح السياسي او الاقتصادي او الاجتماعي .
تريد جماعة الاخوان المسلمين ان تفرض عنوة على الدولة والمجتمع ارادتها وخياراتها وفق منهجية احادية واقصائية لا تبقى أي دور لاي قوة في المجتمع ولا حتى لاي حزب او تيار سياسي فتراها توزع الاتهامات على الجميع وتدعي قيادة الحراك في الشارع كما تدعي بمنهجية تدعو الى اشد حالات الاستنكار بانها تمتلك الحقيقة والفضيلة وغيرها دون ذلك .
العملية السياسية وبرنامج الاصلاح ماضية قدما ، لا يمكن ان تستمد شرعيتها باي حال من جماعة الاخوان المسلمين ، والدولة الاردنية ونظامها السياسي ، اكثر رسوخا وصلابة مما تتوقع قيادة الجماعة ، التي اعماهاالجوع المزمن للسلطة لترهن نفسها الى اجندات التنظيم الدولي للاخوان ، وتفرعاتها المشبوهة مع اعداء الامس الذين اصبحوا بين عشية وضحاها تقدم لهم قرابين الولاء والطاعة وفي مقدمتها الحرص على اسرائيل وامنها والتماهي مع كل مخططاتها واطماعها المعروفة للجميع وليس اقلها تصفية القضية الفلسطينية مرة واحدة والى الابد .
خطوات الاخوان المسلمين التي تمارس عن سبق اصرار تخدم فقط مصالح كل من يريد بالاردن شرا ، سواء بمحاولات اشعال الفتنة والفوضى المتكررة والتي فشلت بارادة الاردنيين بكل اصولهم ومنابتهم في المدن والقرى والبوادي والمخيمات وكذلك ممارسة كل انواع الابتزاز السياسي في سبيل تحقيق اجندتهم التي تضع مجريات الاقليم ومالاتها فوق مصالح الوطن واعتباراته كافة .
جماعة الاخوان المسلمون تحاول مصادرة ارادة الاردنيين ، بكل الوسائل ، تارة بالترهيب ، مرة اخرى بالتشكيك في كل شي ، وصولا الى قرارهم الاخير بمقاطعة التسجيل للانتخابات النيابية ، وهي الخطوة التي تحرم المواطن من خياره الوطني ودوره في اوسع مشاركة في صنع القرار تتوافر لها هذه المرة كل معايير واليات النزاهة والجدية وتطرد كل هواجس التلاعب والتزوير الى غير رجعة .خرجت اجندة الاخوان المسلمين عن منهجية العمل السياسي وادواته المتعارف عليها في كل دول العالم ،لتجنح الى كل انواع « الظلامية « في الطرح والسودواوية في « النهج « ومحاولات حثيثة لتدمير برنامج الاصلاح وجر البلاد الى المجهول خدمة لاوامر الخارج التي تريد بالدرجة الاولى اضعاف موقف الاردن من القضية الفلسطينية وتصفيتها على حسابه لصالح اسرائيل ومخططاتها .
ربما لا تعرق جماعة الاخوان المسلمين او انها عاجزة عن ادراك ان حقيقتهم واجندتهم الضلامية ، انكشفت تماما امام الاردنيين ، ولم تعد تنطلي عليهم تلك الشعارات التي ترفع في المسيرات التي لم يعد يشارك بها سوى العشرات ، وان الامر عندما يتعلق بمستقبل الوطن واستقراره ، فانهم ينبذون اصحاب الاجندات ، المكشوفة وينحازون الى وطنهم وخياراته وبرنامجه الاصلاحي وتجربته الديمقراطية التي تتسع للجميع .ستتخلف بلا شك اجندة الاخوان عن الركب ، لانها لا تتماشى مع وجدان الاردنيين ، الذي لا يمكن حرفه عن سياقة الطبيعي النقي بالدعاية المضللة او الاساءة للوطن وثوابته ، فهي خطوط حمراء ، ليس بوارد المساومة او الابتزاز الذي يمارسه اصحاب الرؤوس الاخوانية الحاميه.
لم يعد خافيا على احد ان اعين الاخوان تترقب الاقليم وجلب تداعياته على الوطن باي ثمن متناسين ان اعين الاردنيين تسهر على وطنهم والحرص على المشاركة في انجاح مسيرته الديمقراطية وبرنامجه الاصلاحي الشامل .
المفضلات