كتب - طارق الحميدي-تحولت شوارع وساحات المملكة أول من أمس وبعد الاعلان عن نتائج الثانوية العامة إلى ميادين لكافة أشكال وأنواع الاحتفال الخارجة عن القانون والضارة بالمواطنين من إطلاق للاعيرة النارية لم يسلم منها المواطنون وخلفت اصابات عديدة ومواكب اغلقت الطرقات والعاب نارية واقامة الحفلات حتى منتصف الليل وازعاج المواطنين.
وقالت مديرية الامن العام امس السبت ان22 شخصا اصيبوا في مختلف محافظات المملكة مقابل13 اصابة العام الماضي بعد اعلان نتائج التوجيهي جراء الاعيرة النارية الطائشة وثلاثة حوادث نتج عنها اصابات بحروق جراء الاستخدام الخاطئ للألعاب النارية وفق ما ذكرته مديرية الامن العام في تقريرها الصادر امس السبت.
كما ضبطت إدارة السير ما يزيد عن1091 مخالفة سير تمثلت بالمواكب اضافة الى ضبط1544 مخالفة متفرقة اخرى من بينها مخالفات التشحيط بالعجلات.
ومنذ اعلان النتائج انطلقت مواكب الناجحين تطوف شوارع المملكة بعد أن اطلقت العنان لزواميرها «المزعجة» واغلقت الطرقات وسدت المنافذ والشوارع الفرعية في احد أشكال الفرح المبالغ فيه بالاردن.
لم تنته مظاهر الاحتفال بالمواكب التي تغلق الطرق وتطلق ابواقها بشكل «هستيري» بل شهدت شوارع المملكة اطلاقا كثيفا للألعاب النارية حتى وقت متأخر من ساعات الليل والتي انارت ليل عمان في مختلف جبالها.
كما اشتكى عدد من المواطنين من اطلاق العيارات النارية ابتهاجا بالناجحين وهو ما شكل خطورة على حياة المواطنين والساكنين في الاحياء التي يتواجد فيها طلبة ناجحون.
وعبر مواطنون عن انزعاجهم من هذه السلوكيات التي قالوا أنها تزداد عاما بعد عام على رغم من منعها والتشديد على معاقبة من يقوم بها.
في منطقة خلدا وبالقرب من اشاراتها الرئيسية اغلق موكب من 4 مركبات الشارع لقرابة الساعة مسببا أزمة خانقة في المنطقة ما أدى إلى ارتباك مروري في الشوارع المحاذية له أيضا.
وقال صاحب أحدى المحال التجارية في ذات الشارع أن هذا الحال استمر منذ اعلان النتائج مؤكدا أن هذا السلوكيات بدأت مبكرا مع ساعات الافطار واستمرت حتى ساعات الفجر الاولى.
وقال أن الشوارع تحولت إلى ميادين للتشحيط وخرج الشباب والمراهقون من نوافذها يلوحون بأيديهم إلى الاعلى في حين علت أصوات «زوامير سياراتهم» حتى سببت الازعاج للجميع.
ومن جانب آخر قالت احدى المعلمات والتي تسكن بجانب مدرسة عين جالوت الثانوية للبنات في منطقة الشميساني أن يوم الاعلان عن النتائج
اصبح يوما يكرهه سكان الحي جميعا بسبب السلوكيات غير الحضارية التي تصدر عن كثيرين من الطلاب.
وقالت المعلمة نجود سالم أنه وفي كل عام تبدأ تلك السلوكيات السلبية من «تشحيط وازعاج وصراخ واطلاق عيارات نارية ومواكب وفرحة مبالغ فيها والعاب نارية تمنعنا من النوم وتشكل خطرا على ابنائنا».
واعتبرت أن هذه السلوكيات الجميع مسؤول عنها من الاسرة إلى المدرسة إلى الجهات المسؤولة التي من واجبها حفظ النظام وتطبيقه على الجميع.
ومن جانبه قال أحد أولياء امور الطلبة الناجحين في مدينة ابو نصير والتي استمرت حفلة نجاح ابنه الذي حصل على معدل 63 حتى ساعات الصباح الباكر أنها الفرحة الاولى في الحياة ويجب أن يعذر المواطنون الطلبة وذويهم لان فرحة التوجيهي لا تعادلها فرحه.
وبين الاب أن ابنه كان ينتظر هذه الفرحه منذ سنوات خاصة وأنه الوحيد مشيرا إلى أن كل الاسر قد تتعرض لان يكون عندها ابن في التوجيهي وهي ستعلم وقتها كم من المحزن أن لا تفرح بالطريقة المناسبة.
واعتبر الاب أن هناك «نوعا» من الازعاج قد يسببه الفرح في نتائج التوجيهي إلا أن الجميع يجب أن يكونوا متفهمين لما يحصل عند ذوي الناجحين ويجب أن يعذر بعضنا بعضا.
وفي السياق ذاته اظهرت احصائيات الامن العام التي نشرت امس السبت بعد ليلة من اعلان نتائج الثانوية العامة اصابة 22 شخصا في مختلف محافظات المملكة مقابل13 اصابة العام الماضي بعد اعلان نتائج التوجيهي جراء الاعيرة النارية الطائشة وثلاثة حوادث نتج عنها اصابات بحروق جراء الاستخدام الخاطئ للألعاب النارية وفق ما ذكرته مديرية الامن العام في تقريرها الصادر امس السبت. من جهة اخرى، ضبطت إدارة السير ما يزيد عن1091 مخالفة سير تمثلت بالمواكب اضافة الى ضبط1544 مخالفة متفرقة اخرى من بينها مخالفات التشحيط بالعجلات وتم التعامل مع تلك المخالفات من قبل ما يزيد عن خمسمئة رقيب سير انتشروا في شوارع المملكة وقاموا بضبط تلك المخالفات وتحويل عدد منها للمراكز الامنية لاتخاذ الاجراءات القانونية والادارية بحق كل من عطل سير الحياة العامة للمواطنين وتسبب بمخالفات خطيرة هددت حياة مستخدمي الطريق وتسببوا باحداث الضوضاء والصخب واقلاق الراحة العامة.
وفي ذات السياق تمكنت طواقم الدوريات الخارجية من ضبط ما يزيد على80 مخالفة من تلك المخالفات وتم التعامل معها قانونا في حينه.
وبين المركز الإعلامي ان تلك المخالفات والتجاوزات للقانون فرضت جهدا اضافيا على رجال الامن العام الذين استجابوا للشكاوى باطلاق العيارات النارية في الهواء والازعاج الناتج عن الالعاب النارية واغلاق الشوارع العامة وتعطيل حركة السير.
وخصصت الاقاليم والإدارات المختلفة ما يزيد عن2500 شرطي والعشرات من الاليات (دوريات النجدة والبحث الجنائي والامن الوقائي ورقباء سير والدوريات الخارجية) للتعامل بشكل مباشر مع ما ترافق مع اعلان النتائج من مخالفات حيث تمكنت تلك القوة من ضبط عدد من الاشخاص اطقوا اعيرة نارية وضبطت الاسحلة التي كانوا يستخدمونها، كما تمكنوا من التعامل مع بعض مطلقي الالعاب النارية ومنعهم من الاستمرار بتلك المخالفات.
واكد المركز الاعلامي ان الاحصاءات تشير الى زيادة في اعداد الاصابات والضبوطات والمخالفات المسجلة لهذا العام مقارنة بالاعوام الماضية على الرغم من زيادة الرقابة الشرطية والمرورية وهذا يستوجب من الجميع اعادة النظر في طرق التعامل مع تلك التجاوزات من قبل كل الجهات المعنية وبالتعاون مع موسسات المجتمع المدني. واهاب المركز الاعلامي على الاخوة المواطنين مرة اخرى عدم تحويل افراحهم الى احزان والتسبب بالاذى غير المقصود للاخرين بالتزامهم التعبير الحضاري عن الفرح وبما يتناسب وتعاليم ديننا وثقافتنا وتجنب استخدام الوسائل الخطرة والقاتلة للتعبير عن فرحهم لكي لا يكون سببا في فقدان شخص ما لحياته وليبقى الفرح عنوانا لمناسباتنا.
المفضلات