رب اغفر لي ولوالدي، رب ارحمهما كما ربياني صغيرا
رب اغفر وإرحم أهلي وذريتي ، رب ارحم موتانا وموتى المسلمين
### ## # ## ###
ثـمن المعجـزة
توجّهت الطفلة ذات السادسة إلى غرفة نومها ،
وتناولت حصالة نقودها من مخبئها السري في خزانتها
ثم أفرغتها ما فيها على الأرض ، وأخذت تعد بعناية ما جمعته من نقود خلال الأسابيع الفائتة.
ثم أعادت عدها ثانية .. فثالثة ، ثم همست في سِرِّها:
"إنها بالتأكيد كافية ، ولا مجال لأي خطأ" ،
وبكل عناية أرجعت النقود إلى الحصالة ثم لبست حذاءها ، وتسللت من الباب الخلفي ، متجهة إلى الصيدلية التي لا تبعد كثيراً عن دارها
كان الصيدلي مشغولاً للغاية ، فانتظرته صابرة ، ولكنه استمر منشغلاً عنها فحاولت لفت نظرهِ دون جدوى ،
فما كان منها بعد أن يئست إلا أن أخرجت قطعة نقود معدنية بقيمة ربع دولار من الحصالة
وألقتها فوق زجاج الطاولة التي يقف وراءها الصيدلي ، عندئذ فقط انتبه إليها
فسألها بصوتٍ عبّر فيه عن استيائه: ماذا تريدين أيتها الطفلة؟
إنني جالس مع شقيقي القادم من شيكاغو ، والذي لم أره منذ زمن طويل
فأجابته بحدّة ، مُبدية بدورها انزعاجها من سلوكه: شقيقي الصغير مريض جداً وبحاجة لدواء اسمه (معجزة) ، وأريد أن أشتري له هذا الدواء.
أجابها الصيدلي بشيء من الدهشة: عفواً ، ماذا قلتِ؟
فاستأنفت كلامها قائلة بكل جدية:
شقيقي الصغير أندرو ، يشكو من مشكلة غاية في السوء ، يقول والدي أن هناك ورماً في رأسه ،لا تنقذه منه سوى معجزة ، هل فهمتني؟؟؟
فكم هو ثمن (معجزة) ؟ أرجوك أفدني حالاً!
أجابها الصيدلي مغيراً لهجته إلى أسلوبٍ أكثر نعومة: أنا آسف ، فأنا لا أبيع (معجزة) في صيدليتي!!
أجابته الطفلة مُلِحَّة: اسمعني جيداً ، فأنا معي مايكفي من النقود لشراء الدواء ، فقط قل لي كم هو الثمن؟
كان شقيق الصيدلي يصغي للحديث ، فتقدم من الطفلة سائلاً:
ما هو نوع (معجزة) التي يحتاجها شقيقك أندرو؟
أجابته الفتاة بعينين مغرورقتين: لا أدري ، ولكن كل ما أعرفه أن شقيقي حقيقة مريض جداً ، قالت أمي أنه بحاجة إلى عملية جراحية ، ولكن أبي أجابها ،
أنه لا يملك نقوداً تغطي هذه العملية ، لذا قررت أن أستخدم نقودي
سألها شقيق الصيدلي مبدياً اهتمامه: كم لديك من النقود يا صغيرتي؟
فأجابته مزهوة: دولاراً واحداً وأحد عشرة سنتاً ، ويمكنني أن أجمع المزيد إذا احتجت
أجابها مبتسماً: يا لها من مصادفة ، دولار وأحد عشر سنتاً ، هو بالضبط المبلغ المطلوب ثمناً ل (معجزة ) من أجل شقيقك الصغير
ثم تناول منها المبلغ بيدٍ وبالأخرى أمسك يدها الصغيرة ، طالباً منها أن تقوده إلى بيتها ليقابل والديها ، وقال لها: أريد رؤية شقيقك أيضاً
لقد كان ذلك الرجل هو الدكتور كارلتُن أرمسترنغ ، جراح الأعصاب الشهير
وقد قام الدكتور كارلتن بإجراء العملية للطفل أندرو مجاناً ، وكانت عملية ناجحة تعافى بعدها أندرو تماماً
بعد بضعة أيام ، جلس الوالدان يتحدثان عن تسلسل الأحداث منذ التعرف على الدكتور كارلتون وحتى نجاح العملية وعودة أندرو إلى حالته الطبيعية ،
كانا يتحدثان وقد غمرتهما السعادة ، وقالت الوالدة في سياق الحديث: "حقا إنهامعجزة"!
ثم تساءلت: "ترى كم كلفت هذه العملية ؟"
رسمت الطفلة على شفتيها ابتسامة عريضة ، فهي تعلم وحدها أن (معجزة) كلفت بالضبط دولاراً واحداً وأحد عشر سنتاً
عندما يكون حُب الآخرين صادقاً .. ونابعاً من القلب ..
عندها ستكون المعجزة .. ولن تكلف الكثير
### ## # ## ###
لسانك لا تذكر به عورة إمرىء فكلك عورات وللناس ألسن
وعينك إن أبدت إليك مساوء فصنها وقل يا عين للناس أعين
(الإمام الشافعي)
المفضلات