السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رضا الله غايه تدرك .. فمن رضي الله عنه أرضى عنه الناس ..!
نعم لابد أن تكون غايتنا في هذه الحياه ارضاء الله
فمن التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس
ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس
فما أجمل أن يكون الله راضٍ عنا
فبرضاه عنا يسخر لنا رضا البشر حتى لو كانوا ساخطين
وقلوب العباد بين اصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء
والدليل عندما سألت امرأة شيخا أن يعطيها طريقه تجعل زوجها يحبها ويكون رهن اشارتها
فقال لها الزمي قول : اللهم اني أسألك رضاك والجنه
فأتت إليه بعد شهر فرحه مسروره وهي تدعو له لأنه تم لها ما أرادت
هنا نرى ثمرة رضا الله ومفعولها في ارضاء الناس بدون بذل جهد أو تعب
ألم تقرأوا في القرآن قوله : "رضي الله عنهم ورضوا عنه "
وقوله :" وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم "
وقد ورد في كتاب أصول الوصول : ( الواجب علامة رضاه عنك رضاك عنه )
ارضى عن الله يرضى عنك الله
وفي منزلة الرضا في مدارج السالكين لابن القيم :
من رضي من الله بالقليل رضي الله منه بالقليل
ومن رضي عن الله في جميع الأحوال أرضاه الله في جميع الأحوال
كن هكذا قل يا رب الذي تأمرني فيه أنا راضي به الذي تنهاني عنه انا راضي بتركه
فالذي يرضيك يرضيني والذي تحبه أحبه
ليس هذا فقط بل ارضى بما قسمه لك ارضى بجسمك ارضى بأبناءك
ارضى بالبلد الذي تعيش فيها ارضى بمستوى معيشتك
فإذا بدأ قلبك يطبق ذلك ستشعر بشعور جميل وهو :
السرور بالله
يقول ابن القيم : ثمرة الرضا الفرح والسرور بالرب
والرضا عن الله طريق يوصل لله بجهد أقل وحسنات اكثر
وقد ورد عن الرسول عليه السلام :
من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا وجبت له الجنه
وفي الجنه النعيم لا يوصف وإذا دخل أهل الجنه الجنه يكلمون الله ويقولون :
ربنا أعطيتنا ما لم تعطِ أحدا من العالمين
فيقول الله : عندي أفضل من هذا
فيقولون : ربنا أي شيئ أفضل من هذا ؟؟
فيقول : رضاي فلا أسخط عليكم أبدا
فلن تحصل على نعمة أجل ولا أعظم ولا أحلى من رضوان الله عنك
فإن كنت أنت ممن رضي الله عنك فهنيئا لك وبارك الله لك في العطيه
يا رب متى سترضى عنا ؟؟
يا رب متى سنحس أنك راضي عنا ؟؟
كيف نصنع الرضا ؟؟
فكيف نعرف إذاً أن الله راضٍ أم لم يرضى عنا ؟؟
بعض الناس يربط رضا الله بعطاء الدنيا
فإذا رأوا انسانا رزق مالا او منصبا قالوا ربنا راضٍ عنه ويحبه
وإذا رأوا انسانا نجا من مصيبه قالوا نجا بأعجوبه ربنا يحبه وراضٍ عنه
ما دخل الدنيا برضا الله عن العبد ؟؟
لو كانت الدنيا هي علامة الرضا لما كان الرسول عليه الصلاة والسلام ينام على الحصير ويرقع ثوبه
وتمر عليه 3 اشهر غالب طعامه هو الماء
إذا ما هي علامة رضا الله ؟؟
إذا رأيت الله يسهل لك فعل العبادات وترك المحرمات
وأنك تزيد في إيمانك وقربك من الله
فهذا دليل على تزايد رضا الله لك
إذا كنت على طاعه فهو راض عنك ولماذا يغضب عليك
ولكن بشرط أن يكون مع رجاء وحسن ظن بالله بدون اغترار
فبعض الناس بفضل الله ومنته عليه بالطاعه والهدايه بدأ يغتر ويأمن
ويحس أن هناك خطاب من السماء بأنه من أهل الجنه وهذا يدخل في باب العحب والغرور
فالمطلوب ان تنسب الفضل لله وحده بالهدايه
فالوصول لرضا الله سهل لأنه يرضى علينا بسرعه
لكن المحافظه على رضاه تحتاج دقه في التعامل مع الله
قال تعالى : " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياه الدنيا "
اللهم إنا نسألك رضاك والجنه ونعوذ بك من سخطك والنار
المفضلات