السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معنى خليفة الله فى قوله "(إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) "للشيخ ابن عثيمين
سُئل شيخنا العثيمين رحمه الله :
كثيراً ما نقرأ ونسمع عن وصف الإنسان بأنه خليفة الله في أرضه، ويستدلون بقول الله تعالى : (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) ،
وقوله سبحانه وتعالى لِداود عليه الصلاة والسلام : (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ) ، ويُفَرِّقون بينه وبين قول الله سبحانه وتعالى : (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ) ، فما هو الصحيح في هذا الشيء ؟
فأجاب رحمه الله :
الصحيح - بارك الله فيك - أنه إن أُريد بالخليفة أنه وكيل عن الله في خلقه فهذا لا يجوز ؛ لأن الله تعالى أعلم بِخَلْقِه ، وهو متصرف فيهم ، ولا يحتاج إلى واسطة أو وكيل ، وإن أريد بذلك أنه قائم بأمر الله، منفِّذ لأمر الله في عباد الله ؛ فهذا لا بأس به .
وقد ذكر الله عدة آيات تدل على هذا المعنى مثل قوله: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ) ، وقوله : (يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ) ، وما أشبه ذلك ، فالخليفة إذا قُصِد به أن الإنسان وكيل لله ، وأن الله عز وجل أسند الأمر إليه ؛ فهذا لا يجوز ، وإن أُريد بذلك أنه خليفته ، أي : مُنَفِّذ لشريعة الله في أرض الله ؛ فهذا لا بأس به ، أي أنه يجوز أن يطلق عليه خليفة الله بالمعنى الذي ذكرت .
المفضلات