في الذكرى الـ 50 لحرب التحرير في الجزائر التي انتهت بخروج الفرنسيين وحصول الجزائريين على استقلالهم، يروي وثائقي تعرضه "العربية" حكاية الثورة وتشكيل أولى طلائع المقاومة وما رافقها من أعمال عنف وانتقام ونهايات مأساوية.
ويتعرض الفيلم الذي سيعرض يومي الخميس والجمعة 5 و6 يوليو، عند الساعة 11.00 مساء بتوقيت السعودية، 8:00 مساء بتوقيت غرينتش، لمسيرة الثورة الجزائرية وكيف راح مئات الآلاف من الجزائريين ضحايا القمع العسكري الفرنسي، فيما هُجِّر المتعاونون مع الاستعمار والفرنسيون المولودون في الجزائر الذين كانوا يعتبرون أن الجزائر فرنسية ولا يمكنها أن تكون غير ذلك.
الجزء الأول من الفيلم الوثائقي يغطّي الفترة الواقعة بين العامين 1954 و1958، منذ أن كانت المقاومة بقيادة مصالي الحاج حتى تحولها إلى تنظيم "جبهة التحرير الوطني" وانتقال القضية الجزائرية إلى المنابر الدولية بعد تأسيس مجموعة دول عدم الانحياز وطرحها على هيئة الأمم المتحدة في نيويورك.
ويستعرض الفيلم طريقة تعاطي فرنسا مع المسألة تارة عبر سياسة غزو القلوب بغية استمالة الجزائريين إليها وأخرى باستعمال القبضة الحديد ولو أدت إلى مجازر رهيبة.
ولا تغيب عن كل ذلك صراع المحاور الإقليمية ومنها اتهام فرنسا لمصر عبد الناصر بتحريك العنف المسلح ضدها في الجزائر، وكان لهذا الاتهام تبعاته في انضمام فرنسا إلى بريطانيا وإسرائيل في ما سمي "العدوان الثلاثي" على مصر العام 1956.
أما الجزء الثاني من الوثائقي الخاص بالذكرى الـ 50 لحرب التحرير في الجزائر الفترة الممتدّة بين العامين 1958 و1962، فيواكب ارتقاء الجنرال شارل ديغول إلى رئاسة الجمهورية في فرنسا العام 1959 وتحول تعاطيه مع المسألة الجزائرية من الانخراط في حرب مباشرة إلى الدعوة إلى سلام الشجعان، فالانخراط في تفاوض والاستفتاء.
وتخللت تلك المراحل المزيد من أعمال القتل والثأر لكنها أفضت في صيف العام 1962 إلى إعلان الجزائريين استقلالهم وبروز أعداء جدد للجنرال ديغول في صفوف الجنرالات الفرنسيين المتشددين الذين عابوا عليه خسارة الجزائر الفرنسية وخططوا لاغتياله عقاباً على سياسته غير أنهم أخفقوا.
المفضلات