تندرج زيارة رئيس الوزراء د. فايز الطراونة لدولة الكويت الشقيقة في إطار تكريس النهج الذي كرسه جلالة الملك عبدالله الثاني في مشهد العلاقات الأردنية العربية منذ اليوم الأول لتسلمه سلطاته الدستورية والقائم على منح الأولوية القصوى لعلاقات الأردن العربية على نحو تتقدم فيه على أي علاقة مع أي دولة أخرى في العالم وهو ما تعكسه العلاقات الأخوية الجيدة التي تربط الأردن بالدول العربية كافة إضافة بالطبع الى ما توفر زيارة الرئيس الطراونة من فرصة أمام عمان والكويت للارتقاء بالعلاقات الأردنية الكويتية والدفع بها قدماً الى الأمام وعلى كافة الاصعدة وبما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين ويسهم في تعزيز المساعي الرامية الى إحياء العمل العربي المشترك.
من هنا, عكس جدول أعمال زيارة رئيس الوزراء والمباحثات التي أجراها مع المسؤولين الكويتيين الرغبة المشتركة والصادقة في تعزيز هذه العلاقات في مختلف المجالات وأيضاً في إزالة أي معيقات أو عراقيل تحول دون الارتقاء بها وتكريسها نموذجاً يحتذى في العلاقات العربية العربية وهي كانت على الدوام تحمل هذه الصفة ومنذ ستينات القرن الماضي نظراً لما تمثله عمان والكويت من ثقل ومكانة وما تلعبانه من دور مؤثر في المشهد العربي وعلى الصعيد الاقليمي ببعده الدولي وذلك لما تتمتع به قيادتا البلدين من حكمة وبعد نظر واعتدال وانحياز لثقافة الحوار والسلام دون تفريط بحقوق الأمة أو المساومة عليها..
والكويت الشقيقة من الدول التي تقرن أقوالها بالافعال وهي كانت على الدوام داعمة ومساندة لأشقائها في الملمات والمصاعب ولم تتردد للحظة في تقديم الدعم لاقتصاد الدول التي تعاني من صعوبات أو تواجه موازنتها حجوزات بما في ذلك بلدنا الذي يقدر للكويت عالياً مواقفها الأخوية والتي يمكن رؤيتها على أرض الواقع في حجم الاستثمارات الكويتية متعددة الأوجه والمجالات في بلدنا, بل هي تكاد تحتل المرتبة الأولى في الاستثمارات العربية والاجنبية في الأردن..
هذا الملف أيضاً بحثه الطراونة مع وفد غرفة تجارة وصناعة الكويت وتم فيه بحث مجمل العلاقات الثنائية وفرص الاستثمار في المملكة والسياسات الاصلاحية التي تبنتها الحكومة للنهوض بالاقتصاد الوطني اضافة بالطبع الى ما يتميز به الوضع في الأردن في مجالي الأمن والاستقرار مقارنة بالاحوال العاصفة بالمنطقة الأمر الذي يشكل عامل جذب للمستثمرين اضافة بالطبع الى ما توفره الحكومة من خدمات وتسهيلات للمستثمرين وما تعد به من تذليل لأي عقبات يمكن أن يواجهونها وبخاصة أن هناك توجيهات ملكية واضحة وحاسمة في هذا الاتجاه تقود بضرورة التواصل الميداني مع المستثمرين للوقوف على التحديات التي تواجه استثماراتهم ومعالجتها فوراً, وهو أمر سيجد المستثمرون ترجمته على أرض الواقع وفي أي وقت.
المفضلات