كتب - فيصل ملكاوي - يحاول الاخوان المسلمون ، بكل السبل تعويض حالة الانحسار التي تلاحقهم في الشارع واوساط المجتمع المختلفة بعد تكشف حقيقة اجندتهم المرتبطة بالخارج بالقفز عن كل الثوابت واعتماد العدمية وسيلة والاستفراد والاقصاء والترهيب نهجا لابتزاز الدولة والمجتمع لتحصيل اكبر قدر من المكاسب السياسية التي تفوق بكثير حجم وحضورهم وتاثيرهم في المشهد الوطني العام .
الاخوان وضعوا انفسهم في خانة ضيقة امام المجتمع وقواه المختلفة ، وظهروا كل مرة بمظهر ، الاستقواء والتعالي ، على الراي العام ، من خلال التصريح مباشرة بان الاخوان وذراعها السياسية حزب جبهة العمل الاسلامي ، هم صناع الحقيقة والفضيلة ، ودعاة الاصلاح ، وما دونهم مجرد ادوات وحطب في اتون البرنامج الاخواني الذي يريد باصرار حريقا يجتاح الجميع لاجل سلطة يسعون اليها باي ثمن يخالفون ابسط المبادىء القويمة .. «الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها « .
لا يريد الاخوان في الاردن الالتفات الى حقيقة باتت جلية للجميع بان مسالة « ركوب موجة « لم تعد تنطلي على احد في الاردن لا على الدولة ولا المجتمع خاصة بعد ان انفضح هذا التكتيك الاخواني في بلدان الربيع العربي قاطبة خاصة في مصر لاسيما وان التنظيم في مصر هو المثل والقدوة لاخوان الاردن ومرشدهم هو صاحب الكلمة العليا على اتباعه لدى تيار التشدد في الحركة الاسلامية في عمان الذين يختطفونها ويذهبون بها الى المجهول .
لاجل معركة السلطة التي يضعها الاخوان على راس اجندتهم تماهيا مع برنامج التنظيم الدولي ، يزجون بكافة الاوراق والادوات ، في هذه المعركة ، السياسية والميدانية والاعلامية ، فمن فتاوى الاستشهاد التي اطلقها اصحاب الرؤوس الحامية في التنظيم ، الى زيارات التحريض والفتنة في عدد من المحافظات ، وبعد حصاد الفشل ، يحاولون في هذه المرحلة ادخال المخيمات على الخط ، من باب التازيم الذي كان ابناء المخيمات دوما في اعلى درجات الوعي والادراك له والابتعاد عنه.
ابناء المخيمات هم جزء اصيل من النسيج الوطني الاردني ونقائه لا يمكن لاي عابث اللعب عليه او التلاعب به ، والمخيم كان وسيبقى رمزا لقضية الكرامة الوطنية ، وعلامة بارزة لادانة الجريمة الاسرائيلية باحتلال فلسطين وتهجير اهلها ، وهذه العناوين المقدسة لايمكن لاي محاولات اخوانية حرفها عن مسارها ، فابناء المخيمات هم ايضا جزء اصيل من مسيرة الاصلاح الشاملة يشاركون بها في منابرها المختلفة في مؤسسات الدولة والعمل العام لا يحتاجون لاحد للوعظ والارشاد حيالها الاخوان يفقدون الوجهة والبوصلة ، مع كل امر يصدر من التنظيم الدولي وحلفائه في الغرب اليهم ، لتازم الاوضاع في البلاد ، خدمة للاجندة الدولية التي تقع اسرائيل في صلبها ، في سعي حثيث من الاخوان في ادامة معادلة « السلطة مقابل التنازل « والتي باتت مكشوفة ولا يمكن تغطية فصولها بادعاءات واهية بان الاصلاح هو هدفهم في مقابل ان الخراب والفتنة هي ديدنهم ونهجهم .
الاخوان يمارسون كل انواع «التفريط « في مغازلة الغرب ، سعيا الى السلطة ، وينهجون كل سبل واساليب «الافراط» في التحريض والتازيم ، معوضين قلة العدد والنفور الشعبي منهم ، برفع وتيرة الترهيب والدفع الى تهديد السلم الاهلي بمحاولات التشكيك المستمرة في كل البرامج والخطوات الاصلاحية ، والتحريض على الدولة ومؤسساتها بشكل مبرمج ومستمر .
بالامس اعلن الاخوان صراحة عن كل نواياهم ومخططاتهم لاثارة الفوضى واشعال العنف في البلاد ، بان اصدروا بيانا قالوا فيه بان الانفجار قادم ، الا يحمل هذا البيان وهذه اللغة كل شرور الفتنة والدعوة الصريحة الى العنف المباشر وارهاب البلاد والعباد معا ؟!
المفضلات