عمان - عبدالله الرعود - بات الاردن قاب قوسين أو أدنى من زيارة أبنائه المغتربين في الخارج، عودة تحمل في ثناياها الحنين إلى كل شبر من ثرى الوطن الغالي، وشوق ملموس بولع المحبة وطول انتظار أحباب باعد بينهم وبين بلادهم العامل الاقتصادي قبل الجغرافي.
عودة المغتربين - المتزامنة مع قدوم السياح - تعني في الظروف الاقتصادية الاستثنائية الصعبة التي يعيشها الاردن شيئا كثيرا بالنسبة للمواطنين ، بين النظر بشغف إلى تحريك عجلة الاقتصاد التي تعترضها عقبات كثيرة عطلت دورانها الطبيعي، وأزمات أخرى قد تسببها، من زيادة الطلب على المحروقات، وارتفاع الحمل الكهربائي، وزحمة السير الخانقة في الشوارع خاصة في العاصمة عمان .
وفي الوقت الذي يؤكد فيه مراقبون أهمية قدوم المغتربين باعتبارها فرصة جيدة لتحريك السوق في ظل الركود العام في الساحة الاقتصادية، أكد آخرون عدم تفاؤلهم بتقدم كبير سيحدثه قدومهم على المشهد الاقتصادي.
عضو مجلس إدارة غرفة تجارة عمان خليل الحاج توفيق قال لـموقع (الرأي الالكتروني) : ليس هناك ما يدعو إلى تفاؤل كبير في تحسن حركة السوق التجارية مع عودة المغتربين، الذي يتزامن مع قدوم السياح إلى الأردن، وحلول شهر رمضان المبارك.
وعزا توفيق عدم التفاؤل إلى الأوضاع غير المستقرة في المنطقة التي « تشهد ربيعا لم يأت صيفه بعد «، إضافة للمسيرات والاعتصامات المستمرة، التي عكست صورة غير حقيقية عن الأوضاع الداخلية للأردن.
ويترتب على ذلك إضافة إلى نسبة الركود الكبير في القطاع التجاري - بحسب الحاج توفيق - انخفاض أعداد المغتربين القادمين, والسياح العرب الذين كانوا يقصدون الأردن، وهو ما ينعكس سلبا على الاقتصاد الوطني.
الحاج توفيق أكد توفر جميع المواد والسلع بكميات كبيرة، نافيا ان تتسبب عودة المغتربين بأزمة نقص في المواد الغذائية.
فيما بدا العكس تمام في سوق الإسكان والعقار، الذي اكد خبراءه تفاؤلهم الكبير في تنشيط عودة المغتربين للقطاع، الذي يشهد تراجعا غير مسبوق قياسا مع أعوام سابقة.
وجاء التفاؤل على لسان رئيس المستثمرين في قطاع الإسكان زهير العمري، الذي بين ان لعودة المغتربين دور كبير في إنعاش حركة العقارات وخصوصا الإسكان، أكان بيعا أم تأجيرا.
وبين العمري ان بيع الشقق السكنية التي تعاني تراجعا كبيرا قياسا بالأعوام السابقة، سيشهد حركة اقتصادية نشطة مع عودة المغتربين، في إشارة إلى ان نسبة كبيرة منهم لا يشترون العقار من الخارج، بل بعد قدوهم ومعاينتهم للمنتج على ارض الواقع.
وأضاف ان اشهر حزيران و تموز و آب فرصة كبيرة للمستثمرين لعرض منتجاتهم، ورافد أساسي ورئيس في نشاط قطاعهم الذي تأثر كثيرا بعد الأزمة المالية العالمية التي ألقت بظلالها على العالم.
من جهتها انتقدت مريم علي (مغتربة في السعودية) استغلال كثير من التجار للمغتربين العائدين الى الاردن في فصل الصيف، مضيفة ان غلاء الاسعار الفاحش، وجشع بعض التجار، وهدفهم الربحي البعيد عن الرحمة الانسانية، تجعل المغترب يفكر طويلا قبل العودة.
ويعتبر قدوم المغتربين في اشد اشهر السنة حرارة سببا كبيرا في زيادة الحمل الكهربائي إلى أرقام قياسية لم يصلها من قبل، كما أكدت شركة الكهرباء الأردنية.
مهندس التخطيط والإنتاج في شركة الكهرباء صلاح العلاوين توقع أن يرتفع الحمل إلى 2820 ميغاواط، مع قدوم المغتربين إلى الأردن في الأشهر المقبلة، مشيرا إلى أن هذا الحمل غير مسبوق في السنوات السابقة التي وصل أعلى حمل فيها 2660 ميغاواط.
من جهتها توقعت نقابة المحروقات أن يزيد الطلب على المشتقات النفطية من 15 - 20 % مع قدوم المغتربين في اشهر تشهد حرارة مرتفعة، خصوصا بنزين اوكتان 90.
نقيب المحروقات فهد الفايز قال ان الوضع السياسي السيئ في الدول المجاورة سينعكس إيجابا على قطاعات كبيرة في الأردن من بينها قطاع المحروقات الذي سيشهد زيادة في الطلب، نافيا في الوقت عينه أن يسبب قدوم المغتربين أزمة نقص في المشتقات النفطية، ومؤكدا أن المصفاة تعمل بشكل ممتاز.
ولا يعود قدوم المغتربين على المواطنين بفائدة كما يرى الثلاثيني محمد توفيق، الذي اشار الى ان المواطن لا يجني سوى المعاناة من الازمات المرورية الخانقة التي تسبب ارباكا في الشوارع، ونقص في المياه الشحيحة في وضع الاردن الطبيعي، اضافة الى ازمات نقص المحروقات.
وسمحت وزارة السياحة بدخول أكثر من سيارة للعائلة الواحدة، وتشير الاحصائيات ان عدد سيارات المغتربين التي تدخل إلى الأردن سنويا تبلغ نحو 800 ألف سيارة
المفضلات