الرياض - (ا ف ب) - اتهم وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الاحد النظام السوري بانه "يناور ويماطل" حيال خطة الموفد الدولي والعربي الى سوريا كوفي انان، مطالبا الاخير بتقديم تقرير "واضح وشفاف" يدفع مجلس الامن الى اتخاذ "قرار حاسم".

وقال الفيصل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون على هامش مؤتمر حول الارهاب في جدة "قبل النظام كل مبادرة قدمت لكنه لم ينفذها وهذه طريقة من الطرق التي يستخدمها لكسب الوقت على قناعة بانه سيؤدي الى انهاء التذمر عن طريق البطش والتقتيل".

واضاف "لا اعتقد انه يتعامل باسلوب مختلف مع المبادرة الاخيرة لكوفي انان فهو يماطل ويناور ولن يصل الى اتفاق".

كما طالب وزير الخارجية السعودي انان بتقديم تقرير "واضح ومحدد وشفاف" الى مجلس الامن الدولي حول الاوضاع في سوريا.

وقال في هذا الصدد ان "مندوب الامم المتحدة والجامعة العربية سيقدم تقريره خلال شهر او شهر ونصف لمجلس الامن نامل ان يكون واضحا وشفافا يمثل الحقيقة كما هي ونامل ان يتخذ مجلس الامن الموقف الحاسم لهذه الماساة وهي نقطة سوداء في جبين البشرية".

واضاف "المهم في الموضوع ان ياتي التقرير الذي سيقدمه صريحا ومحددا وعلى الامم المتحدة كذلك ان تتخذ قرارات بما يتطلبه الوضع".

وكان انان اعلن امس السبت امام اجتماع للجنة الوزارية العربية المعنية بالازمة في سوريا ان المخاوف من اندلاع حرب طائفية شاملة جراء العنف في سوريا تتعاظم يوما بعد يوم، محملا النظام المسؤولية الاولى عن وقف العنف.

وقال انان ان "شبح حرب شاملة مع بعد طائفي مقلق يكبر يوما بعد يوم"، مشيرا الى "تداعيات اقليمية" للازمة السورية.

واوضح انه اكد للاسد في دمشق انه "يتعين عليه التحرك فورا لتطبيق خطة النقاط الست وان يتخذ خطوات واضحة وملموسة فورا ليغير سياسته العسكرية بشكل جذري ويفي بتعهداته حول سحب الاسلحة الثقيلة ووقف العنف والافراج عن المعتقلين وفتح الباب امام المساعدات الانسانية الدولية".

كما طالب المجلس الوزاري للجامعة العربية السبت مجلس الامن بتطبيق خطة انان عبر اللجوء الى الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، من دون الاشارة الى عمل عسكري.

واوضح الفيصل في هذا السياق ان "التدخل تحت البند السابع يخص مجلس الامن وليس الجامعة العربية (...) اما قرار العمل العسكري لانهاء الوضع في سوريا من قبل الدول العربية، اعتقد ان العامل الرئيسي هو الاحداث التي تجري في العالم العربي، فالدول التي لديها الامكانيات للقيام بهذا العمل لديها مشاكل داخلية تحجبها عن هذا العمل".

وعبر عن اعتقاده بانه "لن تكون هناك ممارسة لاي عمل عسكري حتى تستقر الاوضاع في العالم العربي".

واضاف ردا على سؤال ان "المنطقة العازلة في سوريا مسؤولية مجلس الامن اذا كان هناك امكانية لاقامتها ليلجأ اليها المضطهدون والمطاردون (..) هذا شيء نؤيده".

وتابع الفيصل "لكن الحل الحقيقي هو الدفاع عن الفرد السوري من قسوة العمل العسكري ضده، خاصة وانه هو المجرد من السلاح بينما النظام ياتيه السلاح من حيثما يريد، فالوضع خطير وخطير جدا ولكن املنا ان عامل الزمن لا يترك الامور لتتدهور اكثر واكثر".

وحول الاشتباكات في مدينة طرابلس اللبنانية، قال الوزير السعودي ان "ما يجري في طرابلس لا شك امتداد لما يحدث في سوريا. ونحن منذ فترة نلاحظ ان النظام يحاول ان يحول الصراع الى صراع طائفي".

واندلعت اشتباكات بين مجموعات سنية معارضة للنظام السوري واخرى علوية مؤيدة له في مدينة طرابلس في شمال لبنان، موقعة 14 قتيلا و48 جريحا منذ امس السبت، بحسب مصدر امني.

واضاف "هذه من الاشياء التي لا تهدد لبنان فقط بل سوريا نفسها لانها قد تقسم البلد وهذه ظاهرة خطرة جدا، وان دلت على شيء فانما تدل على ان هذا الصراع طالما انه امتد فانه سيخلق ظروفا اسوأ مما هي عليه الازمة".